النرويج (بالبوكمولية: Norge Norge؛ وبالنيونشكية: Noreg Noreg) والمعروفة رسمياً باسم مملكة النرويج (بالبوكمولية: Kongeriket Norge؛ وبالنيونشكية: Kongeriket Noreg) هي دولة تقع في شمالي أوروبا وتحتل الجزء الغربي من شبه الجزيرة الإسكندنافية بالإضافة إلى جان ماين وأرخبيل سفالبارد في المنطقة القطبية الشمالية.[ملاحظة 1]
تصل مساحة النرويج الكلية إلى 385,252 كيلومتر مربع (148,747 ميل مربع) ويبلغ عدد سكانها حوالي 4.8 ملايين نسمة.[5] تعد البلاد إحدى أقل الدول الأوروبية كثافة سكانية. تمتلك النرويج حدوداً طويلة مع السويد في الشرق، وتحد أقصى حدودها الشمالية فنلندا من الجنوب وروسيا إلى الشرق، بينما تقع الدنمارك إلى الجنوب عند طرف البلاد الجنوبي عبر مضيق سكاجيراك. عاصمة النرويج هي أوسلو. تمتلك النرويج سواحل عريضة تواجه المحيط الأطلسي وبحر بارنتس، وهذه السواحل هي موطن الفيورد الشهيرة.
بعد الحرب العالمية الثانية، شهدت النرويج نمواً اقتصادياً سريعاً بالأخص في العقدين الأولين بسبب الشحن النرويجي والتجارة البحرية والتصنيع المحلي. أما ازدهارها في أوائل عقد السبعينيات من القرن العشرين فيعود لاستثمار كميات الكبيرة من النفط والغاز الطبيعي التي تم اكتشافها في بحر الشمال وبحر النرويج. تعد النرويج حالياً ثالث أغنى بلد في العالم من حيث القيمة النقدية، [6][7][8] مع ثاني أكبر احتياطي للفرد الواحد من أي دولة أخرى. النرويج هي خامس أكبر مصدر للنفط [9] وتساهم الصناعات البترولية بحوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي.[10] في أعقاب الأزمة المالية العالمية للفترة الممتدة بين سنوات 2007 و 2010، اعتبر المصرفيون الكرونة النرويجية إحدى أكثر العملات ثباتاً في العالم.[11]
تمتلك النرويج موارد طبيعية غنية من النفط والغاز الطبيعي والطاقة الكهرمائية والغابات والمعادن. كما كانت ثاني أكبر مصدر للمأكولات البحرية (من حيث القيمة، بعد جمهورية الصين الشعبية) في عام 2006.[12] تشمل الصناعات الرئيسية الأخرى الشحن البحري والمعالجة الغذائية وبناء السفن وصناعة المعادن والكيماويات والتعدين والصيد والمنتجات الورقية من الغابات.
تحتفظ النرويج بنموذج الرعاية الاسكندنافية بوجود نظام رعاية صحية عالمي ودعم نظام التعليم العالي ونظام شامل للضمان الاجتماعي. صنفت النرويج في المرتبة الأعلى بين جميع البلدان في مجال التنمية البشرية للفترة الممتدة بين سنتيّ 2001 و 2007،[13] ومرة أخرى في عام 2009.[14] كما صنفت أيضاً أكثر البلدان سلمية في العالم في استطلاع لسنة 2007 من قبل مؤشر السلام العالمي.[15]
تتبع النرويج نظامًا ملكيًا دستوريًا ديمقراطيًا برلمانيًا. يمثل الملك هارالد الخامس قمة هرم الدولة بينما ينس ستولتنبرغ رئيس لوزرائها. والنرويج دولة وحدوية ذات تقسيمات إدارية على مستويين: المحافظات (بالنرويجية: fylke) والبلديات (بالنرويجية: kommuner). يمتلك قوم "سامي" درجة معينة من الإدارة الذاتية في للأراضي التي سكنوها منذ قديم الزمان، وذلك من خلال ما يُعرف "ببرلمان سامي" وقانون فينمارك. على الرغم من رفضها لعضوية الاتحاد الأوروبي في استفتاءين، تحتفظ النرويج بعلاقات وثيقة مع الاتحاد والدول الأعضاء فيه وكذلك مع الولايات المتحدة.
لا تزال النرويج إحدى أكبر المساهمين مالياً في الأمم المتحدة،[16] وتساهم في البعثات الدولية لقوات الأمم المتحدة، ولا سيما في أفغانستان وكوسوفو والسودان. النرويج هي أحد الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومجلس أوروبا ومجلس الشمال الأوروبي وهي عضو في المنطقة الاقتصادية الأوروبية ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون والتنمية.
محتويات [أخف]
1 أصل التسمية
2 التاريخ
2.1 ما قبل التاريخ
2.2 عصر الفايكنغ
2.3 اتحاد كالمار
2.4 الاتحاد مع الدنمارك
2.5 الاتحاد مع السويد
2.6 الاستقلال
2.7 الحربان العالميتان
2.8 فترة ما بعد الحرب
2.9 الفترة المعاصرة
3 الجغرافيا
3.1 المساحة
3.2 المناخ
3.3 الحيوانات
3.4 الطبيعة
4 الحكومة والسياسة
4.1 النظام القضائي وتطبيق القانون
4.2 القوات المسلحة والعلاقات الخارجية
5 التقسيمات الإدارية
5.1 أكبر المدن
6 الاقتصاد
6.1 المصادر
7 المواصلات
8 التعليم
9 التركيبة السكانية
9.1 الدين
9.2 اللغة
10 الثقافة
10.1 المطبخ
10.2 الفنون التمثيلية
10.2.1 السينما
10.2.2 الموسيقى
10.3 الفنون الجميلة
10.3.1 الأدب
10.3.2 العمارة
10.3.3 الفن
10.4 مواقع التراث العالمي النرويجية
11 الرياضة
11.1 الرياضات الشتوية
11.2 كرة اليد
11.3 كرة القدم
12 المصادر
12.1 ملاحظات
13 وصلات خارجية
[عدل]أصل التسمية
يُطلق على النرويج رسمياً تسمية "مملكة النرويج" (بالبوكمولية: Kongeriket Norge؛ نقحرة: كونجيريكيت نورج، وبالنيونشكية: Kongeriket Noreg؛ نقحرة: كونجيريكيت نوريج). الاسم التقليدي للنرويج في اللغة النوردية القديمة هو نوريجر، أما الاسم اللاتيني في القرون الوسطى فكان نورثفيجيا، بينما وردت أقدم صيغة مكتوبة للاسم في الإنكليزية (في أواخر القرن التاسع من رحلات "أوتير الهالوغالاندي") باسم نوردويغ.[17][18] كما تزعم بعض نصوص القرون الوسطى أن أصل التسمية يعود إلى الملك "نور" الأسطوري. يسود الاعتقاد حالياً أن الاسم يعود إلى التسمية النوردية القديمة نوردفيغر، والتي تعني "طريق الشمال". يوجد في اللغة النرويجية أيضاً تسميات أخرى مثل أوسترفيغر بمعنى "الأراضي الشرقية" (روسيا وآسيا) وفيسترفيغر بمعنى "الأراضي الغربية" (الجزر البريطانية) وسودرفيغر بمعنى "الأراضي الجنوبية" (البحر المتوسط). ويقول الخبراء أنه لا يزال هناك إمكانية كون الأشكال من العصور الوسطى لكلمة "نورد" هي مصطلحات شعبية وأن للتسمية أصل آخر.[18]
[عدل]التاريخ
[عدل]ما قبل التاريخ
نقوشات صخرية في ألتا.
تشير الاكتشافات الأثرية أن منطقة النرويج الحالية كانت مأهولة بالسكان منذ ما لا يقل عن الألف العاشرة قبل الميلاد.[19] يُطلق على السكان الأصليين في شمال النرويج ووسطها اسم "شعب سامي"، رغم أن الثقافة النوردية وصلت في وقت مبكر جداً أيضاً. ذكر الملك الحالي للنرويج أن المملكة تأسست على أراضي الشعبين النرويجي وسامي.[20] وفي القرون الأولى للميلاد، تألفت النرويج من عدد من الممالك الصغيرة، ووفقاً لجاريد دياموند، تعلم الشعب النوردي ركوب البحر حوالي سنة 600م.
[عدل]عصر الفايكنغ
خوذة نرويجية تعود لعصر الفايكنغ.
ليف إريكسون مكتشفاً أمريكا.
اتسم عهد الفايكنغ بالتوسع والهجرة من قبل الفايكنغ البحارة. وفقاً للتقاليد فإن هارالد هارفاغر (هارالد ذو الشعر الفاتح) وحّدهم في دولة واحدة في عام 872م بعد معركة هافرسفيورد في ستافنجر وبذلك أصبح أول ملك للنرويج الموحدة. ويقول المؤرخون أن اعتبار توحيد الفايكنغ قد تم في سنة 872م قد يكون مبالغاً فيه إلى حد ما. حيث قد يكون تاريخ توحيدهم الفعلي سابق ببضعة سنوات قليلة على عام 900م.[21] وقعت كانت مملكة هارالد على سواحل النرويج الجنوبية، وقد حكمها الأخير بقبضة حديدية مما دفع الكثير من النرويجيين (وفقاً للملاحم الشعبية) إلى مغادرة البلاد للعيش في آيسلندا وجزر فارو وجرينلاند وأجزاء من بريطانيا وأيرلندا. تأسست المدن الأيرلندية الحالية: ليمريك ودبلن ووترفورد؛ على يد المستوطنين النرويج.[22] استُبدلت التقاليد المسيحية بتلك النوردية بشكل تدريجي في القرنين العاشر والحادي عشر. ويعزى ذلك إلى حد كبير للملوك المبشرين "أولاف تريغفاسون" والقديس "أولاف". كان الملك "هاكون الخيّر" ملك النرويج المسيحي الأول في منتصف القرن العاشر، على الرغم من رفض محاولته لإدخال الدين للبلاد. أطلق أولاف تريغفاسون المولود في وقت ما بين سنتي 963 و 969 م حملات بحرية على انكلترا بأسطول مكوّن من 390 سفينة، وهاجم لندن خلال هذه الإغارة. عندما عاد أولاف إلى النرويج في عام 995، نزل في موستر[23] وبنى هناك كنيسة أصبحت أول كنيسة مسيحية في النرويج.[23] أبحر أولاف من موستر شمالاً إلى تروندهايم حيث نصب ملكاً للنرويج من قبل أيراثينغ في سنة 995م.[23] ومما يميّز النرويج والسويد عن باقي أنحاء أوروبا في تلك الفترة، أن الإقطاعية لم تتطور فعلاً في تلك البلاد كما كانت فعلت في بقية أوروبا،[24] حيث حافظت على طابع محافظ جداً منها.[24] أجبرت الرابطة الهانزية الطبقة الملكية على التنازل لها عن ممتلكات كبيرة وأكثريّة مقابل التجارة الخارجية والاقتصاد.[24] وكان للرابطة الهانزية هذا التأثير على الملوك بسبب القروض التي منحتها الهانزيون لهم والدين الكبير الذي حمله أولئك الملوك.[24] أدى هذا التلاعب من قبل الرابطة بالاقتصاد النرويجي إلى الضغط على جميع الفئات ولا سيما الفلاحين إلى درجة أنه لم توجد طبقة مواطنين أحرار حقيقية في النرويج.[24]
[عدل]اتحاد كالمار
المملكة النرويجية في أقصى اتساعها عام 1265.
مع وفاة هاكون الخامس ملك النرويج عام 1319 ورث ماغنوس إريكسون ذو الثلاث سنوات عرش النرويج، فعُرف باسم ماغنوس السابع.[25] كما بدا في الوقت نفسه أن التحرك لجعل ماغنوس ملكاً للسويد قد نجح،[25] ذلك أنه حينها كان ملوك السويد والدانمرك يُنتخبون من قبل طبقة النبلاء.[25] وهكذا مع انتخابه لعرش السويد توحدت السويد والنرويج تحت حكم الملك ماغنوس السابع.[25] في عام 1349 غير الموت الأسود ملامح النرويج تغييراً جذرياً، حيث أسفر عن وفاة ما تراوحت نسبته بين 50 و 60% من سكانها[26] وتركها متدهورة اجتماعيًا واقتصاديًا.[27] وبعد أن انقشعت غيمة وباء الطاعون، ظهرت النرويج في حالة سيئة للغاية، حيث ازدادت نسبة الفقر وارتفع عدد الفقراء والبؤساء،[28] وعلى الرغم من أن معدل الوفيات كان شبيهاً بذاك في أوروبا فإن التعافي الاقتصادي استغرق وقتاً أطول بكثير بسبب عدد السكان القليل والمتناثر.[27] قبل الطاعون، كان عدد النرويجيين يصل إلى حوالي 500,000 شخص فقط،[29] وبعد ذلك هجرت العديد من المزارع وتعافت الجمهرة البشرية ببطء شديد.[27] وقد استفاد من هذه المسألة من تبقى من مستأجري المزارع، إذ أصبح موقفهم التفاوضي مع ملاك الأرض معززاً جداً، لحاجة هؤلاء إلى اليد العاملة المتناقصة في ذلك الوقت.[27] حكم ماغنوس السابع النرويج حتى عام 1350 عندما استُبدل بابنه هاكون، فعُرف باسم هاكون السادس.[29] تزوج هاكون السادس في عام 1363 من مارغريت ابنة الملك فالديمار الدنماركي.[27] بعد وفاة هاكون السادس في سنة 1379، تولى ابنه أولاف الخامس ذو العشر سنوات الحكم.[27] سبق لأولاف أن انتخب لعرش الدنمارك يوم 3 مايو/أيار سنة 1376.[27] وهكذا ومع توليه عرش النرويج وحد أولاف الدنمارك والنرويج في عرش واحد.[29] أدارت أم أولاف وأرملة هاكون، الملكة مارغريت، الشؤون الخارجية للدنمارك والنرويج خلال طفولة أولاف الخامس.[27] عملت مارغريت على ضم عرش السويد إلى الدنمارك والنرويج عن طريق انتخاب أولاف لعرش السويد، وكانت على وشك تحقيق مرادها عندما توفي ولدها فجأة،[27] فانتخبت الدنمارك مارغريت كحاكمة مؤقتة بعد وفاة الملك. وفي 2 فبراير/شباط سنة 1388 حذت النرويج حذو الدنمارك وتوجت مارغريت ملكة عليها.[27] أدركت الملكة مارغريت منذ البداية أن سلطتها ستكون أكثر أمناً لو عثرت على ملك يحكم مكانها، فاستقر رأيها على "إريك البوميراني"، حفيد أختها، وفي اجتماع لكل الدول الاسكندنافية عقد في كالمار، توج إريك البوميراني ملكاً على جميع البلدان الاسكندنافية الثلاث (كانت عملياً أربعة لأن فنلندا كانت حينها جزءاً من السويد). بناء على ذلك أدت السياسة الحاكمة إلى وحدة شخصية بين بلدان الشمال الأوروبي ليتحد في النهاية عرش النرويج والدنمارك والسويد تحت سيطرة الملكة مارغريت الأولى الدنماركية، عندما انضمت البلاد إلى اتحاد كالمار.
[عدل]الاتحاد مع الدنمارك
غادرت السويد اتحاد كالمار في عام 1521 بينما بقيت النرويج مع الدنمارك حتى عام 1814 في ما مجموعه 436 عاماً. خلال الرومانسية الوطنية من القرن التاسع عشر سميت هذه الفترة من قبل البعض باسم "ليلة 400 سنة" حيث كانت كل السلطات الملكية الفكرية والإدارية متمركزة في كوبنهاغن في الدنمارك. مع التحول للبروتستانتية في سنة 1536، تم حل مطرانية تروندهايم وأصبحت النرويج بالفعل أحد روافد الدانمارك، كما حُول دخل الكنيسة للبلاط الملكي في كوبنهاغن. فقدت النرويج تدفق الحجاج المستمر إلى القطع الأثرية للقديس أولاف في مزار نيداروس وبالتالي فقدت الكثير من التواصل مع الحياة الثقافية والاقتصادية في بقية أنحاء أوروبا. بالإضافة إلى ذلك خسرت النرويج بعضاً من مساحتها في القرن السابع عشر بعد أن فقدت مقاطعات بوهوسلن وجيمتلاند وهيريدالن لصالح السويد نتيجة لحروب عديدة بين الدنمارك والنرويج والسويد. رغم ذلك كسبت النرويج بعض الأراضي إلى الشمال بضم المقاطعات الشمالية: ترومس وفنمارك، على حساب السويد وروسيا. قضت المجاعة التي انتشرت في البلاد بين عاميّ 1695 و 1696 على حوالي 10% من سكان النرويج.[30] كما سُجل ضياع ما لا يقل عن تسعة محاصيل في الدول الاسكندنافية بين عامي 1740 و 1800 مما أدى إلى ارتفاع كبير في معدل الوفيات.[31]
[عدل]الاتحاد مع السويد
الجمعية الوطنية سنة 1814، بريشة أوسكار فيرجيلاند.
بعد أن هوجمت الدنمارك والنرويج من طرف المملكة المتحدة، دخلت النرويج في تحالف مع الإمبراطور الفرنسي نابليون الأول في معركة كوبنهاغن. أدت الحرب إلى مجاعة عام 1812، كما وجدت المملكة الدنماركية نفسها في الجانب الخاسر في عام 1814 واضطرت تحت شروط معاهدة كييل للتنازل عن النرويج لملك السويد في حين بقيت المقاطعات الدنماركية النرويجية الأخرى مثل أيسلندا وغرينلاند وجزر فارو ضمن التاج الدانماركي.[32] استغلت النرويج هذه الفرصة لإعلان الاستقلال واعتمد دستور استناداً إلى النموذجين الأمريكي والفرنسي. كما انتخب ولي عهد الدنمارك والنرويج كريستيان فريدريك ملكاً في 17 مايو/أيار سنة 1814. يُحتفل بذكرى هذا اليوم في السابع عشر من أيار/مايو من قبل النرويجيين والأميركيين من أصل نرويجي على حد سواء. يُسمى هذا اليوم أيضاً باسم يوم الدستور النرويجي. تسبب قرار ربط النرويج بالسويد بنشوب الحرب النرويجية السويدية، ولكن بما أن جيش السويد لم يكن قادرًا على هزيمة القوات النرويجية هزيمة صريحة، كما أن الخزانة النرويجية لم تكن كبيرة بما يكفي لدعم الحرب التي طال أمدها، بالإضافة إلى حصار القوات البحرية البريطانية والروسية للساحل النرويجي،[33] اضطرت كل من النرويج والسويد للتفاوض على تسوية. بناء على ذلك، دخل البلدان في اتحاد بتاريخ 4 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1814.[34] حافظت النرويج بموجب هذا الترتيب على دستورها الليبرالي وعلى مؤسساتها المستقلة باستثناء العلاقات الخارجية. بعد الاتحاد مع السويد كانت التنمية الاقتصادية في النرويج بطيئة.[35] شهدت هذه الفترة أيضا ظهور النزعة القومية الرومانسية النرويجية حيث سعى النرويجيون لتعريف هوية قومية متميزة لهم. شملت الحركة جميع فروع الثقافة بما في ذلك: الأدب، حيث برز من الأدباء القوميين: هنريك فيرغيلاند (1808-1845) وبيورنستيرن بيورنسون (1832-1910) وبيتر كريستين أسبيورنسون (1812-1845) ويورغن مو (1813-1882)؛ أما من الرسامين فبرز: هانز غود (1825-1903) وأدولف تيدماند (1814-1876). وفي الموسيقى لمع نجم إدوارد غريغ (1843-1907)، وحتى في موضوع اللغة حيث برزت محاولات لتحديد لغة أصلية مكتوبة للنرويج التي نجم عنها وجود كتابتين اثنتين رسميتين للنرويجية في الوقت الحالي هما البوكمول النينوشك. كان الملك كارل يوحنا الرابع عشر الذي جلس على عرش النرويج والسويد في سنة 1818 الملك الأول على النرويج بعد خروجها من سيطرة الدنمارك والاتحاد مع السويد. كان كارل يوحنا رجل معقداً امتد حكمه إلى عام 1844، وقد صان الدستور والحريات في النرويج والسويد خلال عهد ميترنيخ. لذلك عُد من الملوك الليبراليين في ذاك العصر. رغم ذلك لم يكن رحيماً في استخدامه المخبرين والشرطة السرية إضافة إلى القيود المفروضة على حرية الصحافة لإخماد الحركات العامة للإصلاح وخصوصاً حركة الاستقلال الوطني النرويجي.[36] تلا عهد الملك كارل يوحنا عصر الرومانسية وتخللها بعض الإصلاحات الاجتماعية والسياسية الهامة. سمح للنساء عام 1854 بوراثة ممتلكات مثل الرجال.[37] وفي عام 1863 رفعت حالة القصور عن النساء غير المتزوجات.[37] علاوة على ذلك سمح لهن بالحصول على مختلف المهن ولا سيما التدريس في المدارس العامة.[37] مع ذلك كانت النرويج في منتصف هذا القرن لا تزال بعيدة عن "الديمقراطية"، حيث اقتصر حق التصويت على المسؤولين وأصحاب الممتلكات والمستأجرين ومواطنوا البلدات المدمجة،[38] لذا تولّد بعض الاستياء من هذا التخلف.
ماركوس ثران.
رغم كل ذلك كانت النرويج مجتمعاً محافظاً. كانت الحياة في النرويج، ولا سيما الحياة الاقتصادية، تهيمن عليها طبقة أرستقراطية من الرجال المهنيين الذين شغلوا معظم المناصب الهامة في الحكومة المركزية.[39] ولم يكن هناك طبقة برجوازية قوية في البلاد لتطالب بانهيار هذه السيطرة الاقتصادية من الطبقة الأرستقراطية.[40] وهكذا وحتى في الوقت الذي اجتاحت فيه الثورات معظم بلدان أوروبا في عام 1848، فإن النرويج لم تتأثر لحد كبير بها، إذ تحطمت معظم الثورات على جدران حالة المحافظة التي سادت المجتمع النرويجي.[40] وفي واقع الأمر لم تقم سوى ثورة وحيدة النرويج عام 1848، هي "حركة ثران". كان ماركوس ثران اشتراكياً طوباوياً،[41] وجه نداءه إلى الطبقات الكادحة داعياً إلى تغيير البنية الاجتماعية "من الأدنى إلى الأعلى." [41] في عام 1848 نظم مجتمع عمل في درامن. بلغت عضوية هذا المجتمع في بضعة أشهر فقط 500 عضو ونجح في طباعة صحيفة خاصة به.[41] في غضون سنتين نظمت 300 من المجتمعات في جميع أنحاء النرويج تضم في عضويتها ما مجموعه 20,000 شخص.[41] وقد شملت العضوية الطبقات الدنيا في كل من المدينة والريف.[41] فتولد لأول مرة شعور في كلا المنطقتين بوجود قضايا مشتركة فيما بينهما.[41] في نهاية المطاف سحق التمرد بسهولة وأسر ثران وحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات بتهمة ارتكاب جرائم ضد أمن الدولة. وعند الإفراج عنه بعد قضاء عقوبته، هاجر ماركوس ثران إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
[عدل]الاستقلال
لعب كريستيان ميكلسن، أحد أقطاب مجال الشحن ورجل دولة ورئيس وزراء النرويج من سنة 1905 حتى سنة 1907، لعب دوراً رئيسياً في الانفصال السلمي للنرويج عن السويد في 7 يونيو/ حزيران سنة 1905. بعد إجراء استفتاء وطني فضل الشعب النظام الملكي الدستوري على النظام الجمهوري، وعرضت الحكومة النرويجية عرش النرويج على الأمير كارل الدنماركي، وانتخبه البرلمان ملكاً بالإجماع، حيث كان أول ملك لنرويج مستقلة تماماً منذ 586 سنة. أطلق هذا الملك على نفسه اسم "هاكون السابع" تيمناً بملوك البلاد في العصور الوسطى. وفي سنة 1913، مُنحت النساء حق التصويت، بعد أن كان جميع الرجال قد حصلوا على هذا الحق في عام 1898.
[عدل]الحربان العالميتان
صور من الحملة النرويجية عام 1940.
خلال الحرب العالمية الأولى التزمت النرويج الحياد، لكنها عملياً تعرضت لضغوط من قبل بريطانيا العظمى لتسليم أجزاء متزايدة من أسطولها التجاري الكبير لبريطانيا بأقل الأسعار، فضلا عن الانضمام إلى الحصار التجاري المفروض على ألمانيا. كان على السفن النرويجية التجارية والبحارة النرويج رفع العلم البريطاني على سفنهم رغم خطورة إغراقها من طرف الغواصات الألمانية،[42] وكان من نتيجة ذلك أن فقدت البلاد كثيرًا من بحارتها وسفنها،[42] وهبط ترتيب الأسطول التجاري النرويجي من المركز الرابع عالمياً إلى المركز السادس.[42] أعلنت النرويج أيضاً حيادها خلال الحرب العالمية الثانية ولكنها تعرضت للغزو الألماني في 9 أبريل/نيسان سنة 1940. لم تكن النرويج مستعدة للهجوم المفاجئ من طرف الألمان لذلك لم تدم المقاومة العسكرية أو البحرية أكثر من شهرين. شنت القوات المسلحة في الشمال هجوماً على القوات الألمانية في معارك نارفيك حتى أجبروا على الاستسلام في 10 حزيران/يونيو بعد خسارتهم المساعدة البريطانية بعد سقوط فرنسا. هرب الملك هاكون والحكومة النرويجية لروثرهيث في لندن، وأيدوا النضال من خلال خطب بثت إذاعيا من لندن ومن خلال دعم العمليات العسكرية السرية في النرويج ضد النازيين. في يوم الغزو حاول زعيم الحزب الوطني الاشتراكي الصغير، "فيدكون كويسلنغ"، الاستيلاء على السلطة لكنه اضطر للتنحي بضغط من المحتلين الألمان. كانت السلطة الحقيقية في يد زعيم سلطة الاحتلال الألماني جوزيف تيربوفن. شكل كويسلنغ كوزير رئيس في وقت لاحق حكومة عميلة تحت السيطرة الألمانية. تطوع ما يقرب من 15,000 من النرويجيين للقتال في الوحدات الألمانية، بما في ذلك الكتيبة-س س (بالألمانية: Waffen-SS).[43] كان هناك أيضاً الكثير من النرويجيين وذوي الأصول النرويجية الذين انضموا إلى قوات التحالف بالإضافة إلى القوات الحرة النرويجية. في بداية الأمر بلغ عدد القوات النرويجية التي غادرت البلاد مع الملك في يونيو/حزيران سنة 1940، بلغ 13 سفينة وخمس طائرات و 500 رجلاً من البحرية الملكية النرويجية، لكن هذه الأعداد سرعان ما تضاعفت ووصلت عند نهاية الحرب إلى 58 سفينة و 7500 رجل في خدمة البحرية النرويجية و 5 أسراب من الطائرات (بما في ذلك سبيتفاير وسندرلاند وموسكيتو) في القوات الجوية النرويجية حديثة التشكل. بينما ضمت القوات البرية القوة النرويجية المستقلة الأولى و 5أفواج من قوات المغاوير رقم 10. خلال السنوات الخمس من الاحتلال النازي، أسس النرويجيون حركة مقاومة حاربت الاحتلال الألماني وأعلنوا العصيان المدني والمقاومة المسلحة وقاموا بتدمير محطة نورسك هيدرو للمياه الثقيلة ومخزون من المياه الثقيلة في فيمروك مما شل البرنامج النووي الألماني. أما العنصر الأكثر أهمية للحلفاء كان دور البحرية التجارية النرويجية، إذ أن البلاد امتلكت في وقت الغزو رابع أسطول تجاري بحري في العالم. أدارت شركة الشحن النرويجية "نورتراشب" الأسطول تحت إدارة الحلفاء خلال الحرب حيث كان دورهم إخلاء دونكيرك تمهيدًا لعملية الإنزال في النورماندي. في كل شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام، تهدي النرويج شجرة عيد ميلاد للمملكة المتحدة اعترافاً بفضلها في مساعدة النرويج خلال الحرب العالمية الثانية، ويُقام حفل نصب الشجرة في ساحة الطرف الأغر الشهيرة في لندن.[44]
[عدل]فترة ما بعد الحرب
خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 1945 و 1961، سيطر حزب العمال على البرلمان بعد حصوله على الأغلبية المطلقة من الأصوات. قاد الحكومة رئيس الوزراء اينار جيرهادرسن الذي شرع في برنامج مستوحى من علم الاقتصاد الكينزي مشدداً على تمويل الدولة للتصنيع والتعاون بين النقابات العمالية ومنظمات أرباب العمل. استمرت كثير من تدابير الدولة للسيطرة على الاقتصاد التي فرضت خلال الحرب، على الرغم من رفع نظام الحصص عن منتجات الألبان في عام 1949 في حين استمرت مراقبة الأسعار وتقنين المساكن والسيارات حتى عام 1960. استمر التحالف مع بريطانيا والولايات المتحدة في زمن الحرب إلى سنوات ما بعد الحرب. على الرغم من سعي حزب العمال تحقيق الهدف المتمثل في الاقتصاد الاشتراكي فإنه نأى بنفسه عن الشيوعيين (وخاصة بعد استيلاء السوفيات على السلطة في تشيكوسلوفاكيا في سنة 1948)، وعزز السياسة الخارجية وسياسة الدفاع مع الولايات المتحدة. تلقت النرويج مساعدة من خطة مارشال من الولايات المتحدة ابتداء من عام 1947 وانضمت إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بعد عام وأصبحت عضواً مؤسساً لمنظمة حلف شمال الأطلسي في عام 1949.
[عدل]الفترة المعاصرة
غرو هارلم برونتلاند، أول رئيسة وزراء للنرويج.
وصلت نسبة وعدد العاملين في الصناعة إلى أعلى معدلاتها حوالي عام 1975. منذ ذلك الحين عملت البلاد على الاستعانة باليد العاملة الخارجية لتلبية حاجة الإنتاج الصناعي والخدماتي المكثف مثل مصانع الإنتاج الضخمة والشحن البحري.
في عام 1969، اكتشفت شركة فيليبس بتروليوم مصادر نفطية في حقل إيكوفسك غرب النرويج. وفي عام 1973، أسست الحكومة النرويجية شركة الدولة للنفط باسم ستات أويل. لم يوفر إنتاج النفط دخلاً صافياً حتى أوائل عقد الثمانينات من القرن العشرين، بسبب رأس المال الضخم الذي تطلبه إنشاء البنية التحتية لصناعة النفط في البلاد.
النرويج عضو مؤسس في المنطقة الأوروبية للتجارة الحرة. أجري استفتاءان حول الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي فشلا بفارق ضئيل في عامي 1972 و 1994. في عام 1981 تشكلت حكومة المحافظين بقيادة "كور ويلوك" واتبعت سياسة لتحفيز الاقتصاد المتضخم والراكد من خلال خفض الضرائب وتحرير الاقتصاد وتحرير الأسواق واتخاذ تدابير للحد من التضخم الذي وصل إلى مستويات قياسية (13.6% في سنة 1981). وبعد ويلوك، تولّت "غرو هارلم برونتلاند" رئاسة الوزراء عن حزب العمل، فتابعت إصلاحات سلفها اليميني كما دعمت الاهتمامات التقليدية لحزب العمال مثل الضمان الاجتماعي والضرائب المرتفعة وتصنيع الموارد الطبيعة والحركة النسائية. بحلول أواخر عقد التسعينات، سددت النرويج ديونها الخارجية وبدأت تراكم صندوق الثروة السيادية. منذ التسعينات طرح سؤال بين السياسيين حول كم من إيرادات النفط يجب أن تنفق الحكومة وكم ينبغي أن تدخر.
[عدل]الجغرافيا
صورة من قمر صناعي للنرويج في الشتاء.
مشهد تقليدي للأراضي المنخفضة النرويجية قرب تروندهايمسفيورد.
بعض الجزر الكبيرة قرب ساحل النرويج.
راينه في لوفوتين شمال النرويج.
النرويج بلاد جبلية لكنها تضم بعض الأراضي المنبسطة مثل يارن وتوتن وأورلاند.
تشكل النرويج الجزء الغربي من إسكندنافيا في شمال أوروبا. ساحلها متعرج يتخلله العديد من الفيوردات الهائلة وآلاف الجزر. يبلغ طول الساحل 2,500 كم (1,600 ميل) لكنه يصل إلى 83,000 كم (52,000 ميل) عند ضم هذه الجزر والفيوردات. تشترك النرويج مع السويد في 1,619 كم (1,006 ميل) من الحدود البرية و 727 كم (452 ميل) مع فنلندا و 196 كم (122 ميل) مع روسيا في الشرق. أما إلى الشمال والغرب والجنوب فيحدالنرويج بحر بارنتس وبحر النرويج وبحر الشمال وسكاجيراك.[45]
[عدل]المساحة
من مساحة البلاد البالغة 385,252 كيلومترًا مربعًا (148,747 ميل مربع)، بما فيها سفالبارد وجان ماين، تهيمن المناطق الجبلية والمرتفعة على البلاد مع وجود العديد من المظاهر الطبيعية التي نشأت عن الكتل الجليدية في عصور ما قبل التاريخ والطبوغرافيا المتنوعة. من أبرز هذه المعالم هي الفيوردات: وهي عبارة عن أخاديد عميقة محفورة في الأرض غمرتها مياه البحر بعد نهاية العصر الجليدي. أطولها هو سوجنيفيوردن بطول 204 كم (127 ميل). يعد سوجنيفيوردن ثاني أعمق فيورد في العالم وبحيرة "هورنيندالسفاتنيت" أعمق بحيرة في أوروبا.[46] يمكن مشاهدة الأرض متجمدة طوال العام في المناطق الجبلية المرتفعة وفي المناطق الداخلية من مقاطعة فينمارك. كما توجد العديد من الأنهار الجليدية في النرويج.
[عدل]المناخ
تتكون معظم الأراضي النرويجية من صخور الغرانيت وصخور نايس الصوانية، كما يمكن العثور على الاردواز والأحجار الرملية والحجر الجيري في طبقات الأرض، كما تحتوي الارتفاعات الأدنى على رواسب بحرية. بسبب تيار الخليج والرياح الغربية السائدة تعيش النرويج درجات حرارة مرتفعة نسبياً وهطول الأمطار يفوق ما هو متوقع في مثل هذا الموقع الشمالي وخصوصاً على طول الساحل. يعيش البر الرئيسي للبلاد أربعة فصول متميزة حيث يكون الشتاء بارداً مع انخفاض هطول الأمطار داخلياً. في الجزء الشمالي يكون المناخ قطبياً شمالياً بحرياً ثانوياً، في حين تعيش سفالبارد مناخ التندرا القطبي.
فايجيفوسن في سوغن أوغ فيوردان.
يرتفع معدل هطول الأمطار في الأجزاء الجنوبية والغربية كما يكون شتاؤها أكثر اعتدالاً من الجزء الجنوبي الشرقي. تمتلك الأراضي المنخفضة حول أوسلو صيفاً دافئاً ومشمساً لكن البرد والثلوج تهيمن في فصل الشتاء (خاصة داخلياً). ارتفع متوسط درجات الحرارة خلال العقود الماضية مما خفض من عدد الأيام التي يغطي فيها الثلج المناطق المنخفضة.
ثور المسك في دوفرفيل.
تمتد النرويج على عدد من خطوط العرض، بالإضافة إلى التنوع الواسع في تضاريس البلاد. كل ذلك جعل من النرويج موطناً طبيعياً للعديد من الكائنات الحية تفوق في تنوعها أغلب الدول الأوروبية. هناك ما يقرب من 60,000 نوع من الكائنات الحية في البر النرويجي والمياه المتاخمة لها (باستثناء البكتيريا والفيروسات). كما يعتبر النظام البيئي البحري على الجرف النرويجي الكبير مثمراً جداً.[47] يستوطن البلاد ما يقرب من 16,000 نوع من الحشرات (ويقول البعض أن هناك 4,000 نوع آخر أيضاً ينتظر الوصف) و 20,000 نوع من الطحالب و 1800 نوعاً من الأشنيات و 1,050 نوعاً من الحزازيات و 2,800 نوعاً من النباتات الوعائية وما يقرب من 7,000 نوع من الفطريات و 450 نوعاً من الطيور (250 أنواع تعشش في النرويج) و 90 نوعاً من الثدييات و 45 من أسماك المياه العذبة و 150 من أسماك المياه المالحة بالإضافة إلى 1000 نوع من لافقاريات المياه العذبة و 3500 نوع لافقاريات المياه المالحة.[48] وصف العلم ما يقرب من 40,000 من هذه الكائنات، تضم القائمة الحمراء لعام 2006 3886 صنفاً منها.[49] يدرج 17 نوعاً في هذه القائمة بشكل أساسي بسبب خطر انقراضها عالميًا، مثل القندس الأوروبي حتى وإن لم يكن هذا النوع مهدداً في النرويج بالذات. هناك 430 نوعاً من الفطريات في القائمة الحمراء ويرتبط العديد منها بشكل وثيق مع المناطق الصغيرة المتبقية من الغابات القديمة.[50] هناك أيضاً 90 نوعا من الطيور على اللائحة و 25 نوعاً من الثدييات. يدرج حالياً 1,988 نوع كمهدد بالانقراض أو مهدد بدرجة دنيا وفقاً لتقرير عام 2006؛ ومن هذه الأنواع وُصف 939 نوعًا بأنه مهدد بدرجة دنيا و 734 مهددة بدرجة وسطى، و 285 نوعًا مهدد بدرجة قصوى. من بين هذه الأنواع: الذئب الرمادي والثعلب القطبي (أعداد طبيعية في سفالبارد) وضفدع البرك.
[عدل]الحيوانات
أكبر الحيوانات المفترسة في المياه النرويجية هي حيتان العنبر وأكبر الأسماك هي القرش المتشمس. أكبر المفترسات على اليابسة هي الدببة القطبية بينما الدببة البنية هي أكبر الضواري على البر الرئيسي النرويجي، بينما يُعتبر الموظ أكبر الثدييات النروجية بلا منازع. بسبب تعدد خطوط العرض في النرويج توجد اختلافات موسمية كبيرة في طول اليوم. من أواخر أيار/مايو إلى أواخر يوليو/تموز، لا تغيب الشمس تمامًا تحت الأفق في المناطق الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية، ومن هنا وصف النرويج بأنها "أرض شمس منتصف الليل"، بينما في بقية البلاد فيكون طول النهار بحدود 20 ساعة في اليوم. في المقابل، من أواخر نوفمبر/تشرين الثاني إلى أواخر يناير/كانون الثاني لا ترتفع الشمس فوق الأفق في الشمال بينما تكون ساعات النهار قصيرة جداً في بقية أنحاء البلاد.
[عدل]الطبيعة
يمكن للناظر أن يطالع عددًا من أكثر المناظر الطبيعية الخلاّبة في العالم بالنرويج، حيث يضم الساحل الغربي لجنوب البلاد وسواحل شمالها حالياً بعض المشاهد الساحرة الفريدة عالمياً. صنفت جمعية ناشونال جيوغرافيك الفيوردات النرويجية على أنها مصدر الجذب السياحي الأعلى في العالم.[51] في عام 2008 وضع مؤشر الأداء البيئي النرويج في المركز الثاني بعد سويسرا استنادا إلى الأداء البيئي لسياسات البلاد.[52]
ليون: بلدة صغيرة على الساحل الغربي للنرويج.
[عدل]الحكومة والسياسة
هارالد الخامس ملك النرويج الحالي.
وفقاً للدستور النرويجي الذي اعتمد في 17 مايو/أيار سنة 1814، والمستوحى من إعلان استقلال الولايات المتحدة والثورة الفرنسية عامي 1776 و 1798 على التوالي، فإن النرويج يحكمها نظام ملكي دستوري وحدوي بنظام برلماني. ملك النرويج هو قائد الدولة بينما رئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية. كما تتبنى البلاد مبدأ الفصل بين السلطات: التشريعية والتنفيذية والقضائية، كما ينص الدستور الذي يعد بمثابة الوثيقة القانونية العليا في البلاد.
يحتفظ الملك رسمياً بسلطات تنفيذية، ولكن بعد إدخال نظام الحكم البرلماني أصبحت واجبات الملك تقتصر على مراسم الدولة الرسمية،[53] مثل التعيين الرسمي وإقالة رئيس الوزراء ووزراء آخرين في الحكومة التنفيذية. بناء على ذلك فإن الملك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة النرويجية والسلطة العليا في الكنيسة النرويجية ويخدم ككبير الممثلين الدبلوماسيين للبلاد في الخارج وهو رمز لوحدة البلاد.
عملياً، فإن رئيس الوزراء هو المسؤول عن ممارسة السلطات التنفيذية. الملك هارالد الخامس والذي نصب عام 1991 من عائلة شليسفيش - هولشتاين - سوندربورغ - غلوكسبورغ هو أول ملك للبلاد منذ سنوات عديدة يولد في النرويج.[54] أما الوريث القانوني والشرعي للعرش والمملكة فهو أمير العرش النرويجي "هاكون".
برلمان النرويج.
دستورياً، تناط السلطة التشريعية في كل من الحكومة والبرلمان النرويجي، ولكن هذا الأخير هو السلطة التشريعية العليا ويتكون من غرفة واحدة.[55] يمكن لاقتراح أن يصبح قانوناً إذا حصل على أغلبية بسيطة من أصوات النواب البالغ عددهم 150 نائبًا. يُنتخب النواب في البرلمان على أساس التمثيل النسبي من 19 دائرة انتخابية لمدة أربع سنوات. تخصص مقاعد إضافية عددها 19 وتدعى "مقاعد التسوية" في انتخابات تشمل كافة البلاد لجعل التمثيل في البرلمان متوافقاً بشكل أفضل مع الأصوات الشعبية.
نتيجة لذلك هناك حالياً 169 عضواً في البرلمان. يوجد أيضاً عتبة 4% للحصول على مقعد من مقاعد التسوية. وفقاً لذلك فإن النرويج دولة ديمقراطية تمثيلية. يدعى البرلمان النرويجي باسم "المجلس الكبير" (بالنرويجية: Stortinget)، ويمكن لأعضائه التصديق على المعاهدات ومساءلة أعضاء الحكومة في حال كانت قراراتهم غير دستورية، وعلى هذا النحو، فإن لأعضاء البرلمان القدرة على عزل الوزراء في حال توجب محاكمة أو مساءلة أحدهم.
ينس ستولتنبرغ، رئيس وزراء النرويج الحالي.
يتم تخصيص منصب رئيس الوزراء النرويج إلى النائب الذي يستطيع الحصول على ثقة الأغلبية في البرلمان وعادة ما يكون الزعيم الحالي للحزب الأكبر أو بالتوافق بين أحزاب الائتلاف عندما لا يستطيع حزب واحد تشكيل الحكومة لوحده. مع ذلك غالباً ما يحكم النرويج حكومات الأقلية.
يسمي رئيس الوزراء المرشحين لمجلس الوزراء والذين عادة ما يكونون أعضاء من نفس حزبه السياسي في البرلمان وبالتالي يشكل السلطة التنفيذية للحكومة ومهامها المناطة بها في الدستور.[56] لتشكيل الحكومة يجب أن يكون أكثر من نصف أعضاء مجلس الوزراء منتمين إلى كنيسة النرويج. مما يعني حالياً 10 من أصل 19 وزارة. أثار هذا الأمر جدلاً حول الفصل بين الكنيسة والدولة في النرويج. رئيس الوزراء الحالي هو ينس ستولتنبرغ وهو زعيم حزب العمال النرويجي.
القصر الملكي في أوسلو.
مجلس الدولة هو مجلس ملكي خاص برئاسة الملك حيث يجتمع رئيس الوزراء وحكومته في القصر الملكي والتشاور رسمياً مع الملك. بالإضافة إلى الموافقة على القوانين البرلمانية يقوم الملك بمنح الموافقة الرسمية على كافة القوانين الحكومية قبل وبعد توجيهها للبرلمان. كا يقوم المجلس بمنح الموافقة على جميع إجراءات الملك كونه قائد الدولة. على الرغم من أن جميع الأعمال الحكومية والبرلمانية مقررة سلفاً فإن المجلس الملكي الخاص هو مثال آخر على سلطة الملك الرمزية.[54]
ينتخب أعضاء البرلمان مباشرة من قوائم التمثيل النسبي في 19 دائرة انتخابية متعددة الأعضاء في نظام متعدد الأحزاب الوطنية.[57] لعب كل من حزب العمال النرويجي وحزب المحافظين أدواراً سياسية تاريخية رائدة، في حين أن الأول ما زال في السلطة منذ انتخابات عام 2005 في تحالف الحمر والخضر مع حزب اليسار الاشتراكي وحزب الوسط.[58]
فاز منذ ذلك الحين كل من حزب المحافظين وحزب التقدم بمقاعد متزايدة في البرلمان، لكن وفقاً للانتخابات العامة التي جرت في سنة 2009، لم تكن هذه المقاعد كافية لتولي زمام الحكومة. كان هذا بشكل رئيسي لضعف التعاون بين الحزب الليبرالي والحزب الديمقراطي المسيحي. على هذا النحو لا يزال ينس ستولتنبرغ زعيم حزب العمل رئيساً لوزراء النرويج بوجود الأغلبية اللازمة بالتحالف مع الحزب اليساري الاشتراكي وحزب الوسط.[59]
[عدل]النظام القضائي وتطبيق القانون
يستند النظام القانوني النرويجي إلى نظام القانون المدني حيث يتم إنشاء وتعديل القوانين في البرلمان وتنظيم النظام عبر محاكم العدل في البلاد. تتألف المحكمة العليا من 19 قاضياً دائماً ورئيس المحكمة العليا ومحاكم الاستئناف ومحاكم المدن والمقاطعات ومجالس المصالحة.[60] على الرغم من أن السلطة القضائية هي الفرع الثالث من الحكومة فهي مستقلة عن السلطتين التنفيذية والتشريعية. في حين يعين رئيس الوزراء قضاة المحكمة العليا يجب أن تتم الموافقة على ترشيحهم من قبل البرلمان وتأكيدها رسمياً من قبل الملك في مجلس الدولة. يعين عادة القضاة الملحقون بالمحاكم العادية رسمياً من قبل الملك بناء على مشورة رئيس الوزراء.
نظام المحاكم صارم ومهمتها الرسمية تنظيم النظام القضائي النرويجي وتفسير الدستور وتنفيذ التشريعات الصادرة عن البرلمان ومراقبة السلطتين التشريعية والتنفيذية لضمان امتثالهما للتشريعات المعتمدة.[60]
يتم تطبيق القانون في النرويج من قبل دائرة الشرطة النرويجية، والشرطة النرويجية هي خدمة شرطية وطنية موحدة تتألف من 27 مقاطعات شرطية وعدد من الوكالات المتخصصة مثل السلطة الوطنية النرويجية للتحقيق ومحاكمة الجرائم الاقتصادية والبيئية والكريبو، يترأس كل منها رئيس للشرطة. يترأس جهاز الشرطة مديرية الشرطة الوطنية، التي تتبع بدورها وزارة العدل والشرطة، ويرأس مديرية الشرطة مفوض الشرطة الوطنية. الاستثناء الوحيد هو وكالة أمن الشرطة النرويجية الذي تخضع مباشرة إلى وزارة العدل والشرطة.
في عام 2007 وضع مشعر حرية الصحافة العالمي (مراسلون بلا حدود) النرويج في المرتبة الأولى مناصفة مع آيسلندا من أصل 169 بلداً.[61] ألغيت عقوبة الإعدام في النرويج في عام 1902. كما ألغيت عقوبة الإعدام بتهمة الخيانة العظمى في الحرب وجرائم الحرب في عام 1979. حالياً تمتلك النرويج أدنى معدل جرائم قتل في العالم.
[عدل]القوات المسلحة والعلاقات الخارجية
مقالات تفصيلية :القوات المسلحة الملكية النرويجية و العلاقات الخارجية للنرويج
البحرية النرويجية، فرقاطة من طراز فريدتيوف نانسن.
تحتفظ النرويج بسفارات في 86 بلداً.[62] بينما توجد سفارات لستين بلداً في النرويج وجميعها في العاصمة أوسلو.[63]
النرويج هي أحد الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومجلس أوروبا. رفض الناخبون النرويجيون مرتين الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، رغم أن معظم التشريعات التي قدمها الاتحاد الأوروبي تنفذ في النرويج بسبب عضويتها في المنطقة الاقتصادية الأوروبية. يضمن هذا الأمر وصول النرويج إلى السوق الأوروبية الداخلية. تعتبر البلاد أحد المشاركين البارزين في مجال التنمية الدولية بعد أن شاركت بكثافة دبلوماسياً في اتفاقات أوسلو التي تعد جزءاً من الصراع الطويل بين إسرائيل والفلسطينيين في الشرق الأوسط. تؤكد النرويج على علاقاتها الدبلوماسية الوطيدة مع الولايات المتحدة.
يبلغ تعداد القوات المسلحة النرويجية حالياً نحو 23,000 فرد بما فيهم الموظفون المدنيون. وفقاً لخطة التعبئة الحالية (في 2009)، تبلغ قوة التعبئة الكاملة حوالي 83,000 مقاتل. الخدمة العسكرية في النرويج تخص الذكور (6-12 أشهر من التدريب) والخدمة تطوعية للإناث.[64] تتبع القوات المسلحة لوزارة الدفاع النرويجية وقائدها الأعلى هو الملك هارالد الخامس. يقسم جيش النرويج إلى الفروع التالية: الجيش والبحرية الملكية وسلاح الجو الملكي والحرس الوطني.
دبابة ليوبارد النرويجية على الثلج في مولسيلف.
بسبب سقوط النرويج تحت الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية، كانت البلاد من الأعضاء المؤسسين لحلف الناتو في 4 أبريل/نيسان سنة 1949 مستغنية بذلك عن حياديتها.[65] تساهم النرويج حالياً في القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن (إيساف) في أفغانستان.[66] من البعثات الدولية الهامة التي شاركت بها النرويج في السنوات الأخيرة:
كوسوفو: قوة كوسوفو (ك-فور) إدارة الأمم المتحدة المؤقتة في كوسوفو.
أفغانستان: قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف).
البوسنة: في المقر الرئيسي لحلف شمال الاطلسي وقوة الاتحاد الأوروبي مراقب اتصال في فريق المراقبين كازين.
السودان: بعثة الأمم المتحدة في السودان،(يونميس).
لبنان: قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
تصل مساحة النرويج الكلية إلى 385,252 كيلومتر مربع (148,747 ميل مربع) ويبلغ عدد سكانها حوالي 4.8 ملايين نسمة.[5] تعد البلاد إحدى أقل الدول الأوروبية كثافة سكانية. تمتلك النرويج حدوداً طويلة مع السويد في الشرق، وتحد أقصى حدودها الشمالية فنلندا من الجنوب وروسيا إلى الشرق، بينما تقع الدنمارك إلى الجنوب عند طرف البلاد الجنوبي عبر مضيق سكاجيراك. عاصمة النرويج هي أوسلو. تمتلك النرويج سواحل عريضة تواجه المحيط الأطلسي وبحر بارنتس، وهذه السواحل هي موطن الفيورد الشهيرة.
بعد الحرب العالمية الثانية، شهدت النرويج نمواً اقتصادياً سريعاً بالأخص في العقدين الأولين بسبب الشحن النرويجي والتجارة البحرية والتصنيع المحلي. أما ازدهارها في أوائل عقد السبعينيات من القرن العشرين فيعود لاستثمار كميات الكبيرة من النفط والغاز الطبيعي التي تم اكتشافها في بحر الشمال وبحر النرويج. تعد النرويج حالياً ثالث أغنى بلد في العالم من حيث القيمة النقدية، [6][7][8] مع ثاني أكبر احتياطي للفرد الواحد من أي دولة أخرى. النرويج هي خامس أكبر مصدر للنفط [9] وتساهم الصناعات البترولية بحوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي.[10] في أعقاب الأزمة المالية العالمية للفترة الممتدة بين سنوات 2007 و 2010، اعتبر المصرفيون الكرونة النرويجية إحدى أكثر العملات ثباتاً في العالم.[11]
تمتلك النرويج موارد طبيعية غنية من النفط والغاز الطبيعي والطاقة الكهرمائية والغابات والمعادن. كما كانت ثاني أكبر مصدر للمأكولات البحرية (من حيث القيمة، بعد جمهورية الصين الشعبية) في عام 2006.[12] تشمل الصناعات الرئيسية الأخرى الشحن البحري والمعالجة الغذائية وبناء السفن وصناعة المعادن والكيماويات والتعدين والصيد والمنتجات الورقية من الغابات.
تحتفظ النرويج بنموذج الرعاية الاسكندنافية بوجود نظام رعاية صحية عالمي ودعم نظام التعليم العالي ونظام شامل للضمان الاجتماعي. صنفت النرويج في المرتبة الأعلى بين جميع البلدان في مجال التنمية البشرية للفترة الممتدة بين سنتيّ 2001 و 2007،[13] ومرة أخرى في عام 2009.[14] كما صنفت أيضاً أكثر البلدان سلمية في العالم في استطلاع لسنة 2007 من قبل مؤشر السلام العالمي.[15]
تتبع النرويج نظامًا ملكيًا دستوريًا ديمقراطيًا برلمانيًا. يمثل الملك هارالد الخامس قمة هرم الدولة بينما ينس ستولتنبرغ رئيس لوزرائها. والنرويج دولة وحدوية ذات تقسيمات إدارية على مستويين: المحافظات (بالنرويجية: fylke) والبلديات (بالنرويجية: kommuner). يمتلك قوم "سامي" درجة معينة من الإدارة الذاتية في للأراضي التي سكنوها منذ قديم الزمان، وذلك من خلال ما يُعرف "ببرلمان سامي" وقانون فينمارك. على الرغم من رفضها لعضوية الاتحاد الأوروبي في استفتاءين، تحتفظ النرويج بعلاقات وثيقة مع الاتحاد والدول الأعضاء فيه وكذلك مع الولايات المتحدة.
لا تزال النرويج إحدى أكبر المساهمين مالياً في الأمم المتحدة،[16] وتساهم في البعثات الدولية لقوات الأمم المتحدة، ولا سيما في أفغانستان وكوسوفو والسودان. النرويج هي أحد الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومجلس أوروبا ومجلس الشمال الأوروبي وهي عضو في المنطقة الاقتصادية الأوروبية ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون والتنمية.
محتويات [أخف]
1 أصل التسمية
2 التاريخ
2.1 ما قبل التاريخ
2.2 عصر الفايكنغ
2.3 اتحاد كالمار
2.4 الاتحاد مع الدنمارك
2.5 الاتحاد مع السويد
2.6 الاستقلال
2.7 الحربان العالميتان
2.8 فترة ما بعد الحرب
2.9 الفترة المعاصرة
3 الجغرافيا
3.1 المساحة
3.2 المناخ
3.3 الحيوانات
3.4 الطبيعة
4 الحكومة والسياسة
4.1 النظام القضائي وتطبيق القانون
4.2 القوات المسلحة والعلاقات الخارجية
5 التقسيمات الإدارية
5.1 أكبر المدن
6 الاقتصاد
6.1 المصادر
7 المواصلات
8 التعليم
9 التركيبة السكانية
9.1 الدين
9.2 اللغة
10 الثقافة
10.1 المطبخ
10.2 الفنون التمثيلية
10.2.1 السينما
10.2.2 الموسيقى
10.3 الفنون الجميلة
10.3.1 الأدب
10.3.2 العمارة
10.3.3 الفن
10.4 مواقع التراث العالمي النرويجية
11 الرياضة
11.1 الرياضات الشتوية
11.2 كرة اليد
11.3 كرة القدم
12 المصادر
12.1 ملاحظات
13 وصلات خارجية
[عدل]أصل التسمية
يُطلق على النرويج رسمياً تسمية "مملكة النرويج" (بالبوكمولية: Kongeriket Norge؛ نقحرة: كونجيريكيت نورج، وبالنيونشكية: Kongeriket Noreg؛ نقحرة: كونجيريكيت نوريج). الاسم التقليدي للنرويج في اللغة النوردية القديمة هو نوريجر، أما الاسم اللاتيني في القرون الوسطى فكان نورثفيجيا، بينما وردت أقدم صيغة مكتوبة للاسم في الإنكليزية (في أواخر القرن التاسع من رحلات "أوتير الهالوغالاندي") باسم نوردويغ.[17][18] كما تزعم بعض نصوص القرون الوسطى أن أصل التسمية يعود إلى الملك "نور" الأسطوري. يسود الاعتقاد حالياً أن الاسم يعود إلى التسمية النوردية القديمة نوردفيغر، والتي تعني "طريق الشمال". يوجد في اللغة النرويجية أيضاً تسميات أخرى مثل أوسترفيغر بمعنى "الأراضي الشرقية" (روسيا وآسيا) وفيسترفيغر بمعنى "الأراضي الغربية" (الجزر البريطانية) وسودرفيغر بمعنى "الأراضي الجنوبية" (البحر المتوسط). ويقول الخبراء أنه لا يزال هناك إمكانية كون الأشكال من العصور الوسطى لكلمة "نورد" هي مصطلحات شعبية وأن للتسمية أصل آخر.[18]
[عدل]التاريخ
[عدل]ما قبل التاريخ
نقوشات صخرية في ألتا.
تشير الاكتشافات الأثرية أن منطقة النرويج الحالية كانت مأهولة بالسكان منذ ما لا يقل عن الألف العاشرة قبل الميلاد.[19] يُطلق على السكان الأصليين في شمال النرويج ووسطها اسم "شعب سامي"، رغم أن الثقافة النوردية وصلت في وقت مبكر جداً أيضاً. ذكر الملك الحالي للنرويج أن المملكة تأسست على أراضي الشعبين النرويجي وسامي.[20] وفي القرون الأولى للميلاد، تألفت النرويج من عدد من الممالك الصغيرة، ووفقاً لجاريد دياموند، تعلم الشعب النوردي ركوب البحر حوالي سنة 600م.
[عدل]عصر الفايكنغ
خوذة نرويجية تعود لعصر الفايكنغ.
ليف إريكسون مكتشفاً أمريكا.
اتسم عهد الفايكنغ بالتوسع والهجرة من قبل الفايكنغ البحارة. وفقاً للتقاليد فإن هارالد هارفاغر (هارالد ذو الشعر الفاتح) وحّدهم في دولة واحدة في عام 872م بعد معركة هافرسفيورد في ستافنجر وبذلك أصبح أول ملك للنرويج الموحدة. ويقول المؤرخون أن اعتبار توحيد الفايكنغ قد تم في سنة 872م قد يكون مبالغاً فيه إلى حد ما. حيث قد يكون تاريخ توحيدهم الفعلي سابق ببضعة سنوات قليلة على عام 900م.[21] وقعت كانت مملكة هارالد على سواحل النرويج الجنوبية، وقد حكمها الأخير بقبضة حديدية مما دفع الكثير من النرويجيين (وفقاً للملاحم الشعبية) إلى مغادرة البلاد للعيش في آيسلندا وجزر فارو وجرينلاند وأجزاء من بريطانيا وأيرلندا. تأسست المدن الأيرلندية الحالية: ليمريك ودبلن ووترفورد؛ على يد المستوطنين النرويج.[22] استُبدلت التقاليد المسيحية بتلك النوردية بشكل تدريجي في القرنين العاشر والحادي عشر. ويعزى ذلك إلى حد كبير للملوك المبشرين "أولاف تريغفاسون" والقديس "أولاف". كان الملك "هاكون الخيّر" ملك النرويج المسيحي الأول في منتصف القرن العاشر، على الرغم من رفض محاولته لإدخال الدين للبلاد. أطلق أولاف تريغفاسون المولود في وقت ما بين سنتي 963 و 969 م حملات بحرية على انكلترا بأسطول مكوّن من 390 سفينة، وهاجم لندن خلال هذه الإغارة. عندما عاد أولاف إلى النرويج في عام 995، نزل في موستر[23] وبنى هناك كنيسة أصبحت أول كنيسة مسيحية في النرويج.[23] أبحر أولاف من موستر شمالاً إلى تروندهايم حيث نصب ملكاً للنرويج من قبل أيراثينغ في سنة 995م.[23] ومما يميّز النرويج والسويد عن باقي أنحاء أوروبا في تلك الفترة، أن الإقطاعية لم تتطور فعلاً في تلك البلاد كما كانت فعلت في بقية أوروبا،[24] حيث حافظت على طابع محافظ جداً منها.[24] أجبرت الرابطة الهانزية الطبقة الملكية على التنازل لها عن ممتلكات كبيرة وأكثريّة مقابل التجارة الخارجية والاقتصاد.[24] وكان للرابطة الهانزية هذا التأثير على الملوك بسبب القروض التي منحتها الهانزيون لهم والدين الكبير الذي حمله أولئك الملوك.[24] أدى هذا التلاعب من قبل الرابطة بالاقتصاد النرويجي إلى الضغط على جميع الفئات ولا سيما الفلاحين إلى درجة أنه لم توجد طبقة مواطنين أحرار حقيقية في النرويج.[24]
[عدل]اتحاد كالمار
المملكة النرويجية في أقصى اتساعها عام 1265.
مع وفاة هاكون الخامس ملك النرويج عام 1319 ورث ماغنوس إريكسون ذو الثلاث سنوات عرش النرويج، فعُرف باسم ماغنوس السابع.[25] كما بدا في الوقت نفسه أن التحرك لجعل ماغنوس ملكاً للسويد قد نجح،[25] ذلك أنه حينها كان ملوك السويد والدانمرك يُنتخبون من قبل طبقة النبلاء.[25] وهكذا مع انتخابه لعرش السويد توحدت السويد والنرويج تحت حكم الملك ماغنوس السابع.[25] في عام 1349 غير الموت الأسود ملامح النرويج تغييراً جذرياً، حيث أسفر عن وفاة ما تراوحت نسبته بين 50 و 60% من سكانها[26] وتركها متدهورة اجتماعيًا واقتصاديًا.[27] وبعد أن انقشعت غيمة وباء الطاعون، ظهرت النرويج في حالة سيئة للغاية، حيث ازدادت نسبة الفقر وارتفع عدد الفقراء والبؤساء،[28] وعلى الرغم من أن معدل الوفيات كان شبيهاً بذاك في أوروبا فإن التعافي الاقتصادي استغرق وقتاً أطول بكثير بسبب عدد السكان القليل والمتناثر.[27] قبل الطاعون، كان عدد النرويجيين يصل إلى حوالي 500,000 شخص فقط،[29] وبعد ذلك هجرت العديد من المزارع وتعافت الجمهرة البشرية ببطء شديد.[27] وقد استفاد من هذه المسألة من تبقى من مستأجري المزارع، إذ أصبح موقفهم التفاوضي مع ملاك الأرض معززاً جداً، لحاجة هؤلاء إلى اليد العاملة المتناقصة في ذلك الوقت.[27] حكم ماغنوس السابع النرويج حتى عام 1350 عندما استُبدل بابنه هاكون، فعُرف باسم هاكون السادس.[29] تزوج هاكون السادس في عام 1363 من مارغريت ابنة الملك فالديمار الدنماركي.[27] بعد وفاة هاكون السادس في سنة 1379، تولى ابنه أولاف الخامس ذو العشر سنوات الحكم.[27] سبق لأولاف أن انتخب لعرش الدنمارك يوم 3 مايو/أيار سنة 1376.[27] وهكذا ومع توليه عرش النرويج وحد أولاف الدنمارك والنرويج في عرش واحد.[29] أدارت أم أولاف وأرملة هاكون، الملكة مارغريت، الشؤون الخارجية للدنمارك والنرويج خلال طفولة أولاف الخامس.[27] عملت مارغريت على ضم عرش السويد إلى الدنمارك والنرويج عن طريق انتخاب أولاف لعرش السويد، وكانت على وشك تحقيق مرادها عندما توفي ولدها فجأة،[27] فانتخبت الدنمارك مارغريت كحاكمة مؤقتة بعد وفاة الملك. وفي 2 فبراير/شباط سنة 1388 حذت النرويج حذو الدنمارك وتوجت مارغريت ملكة عليها.[27] أدركت الملكة مارغريت منذ البداية أن سلطتها ستكون أكثر أمناً لو عثرت على ملك يحكم مكانها، فاستقر رأيها على "إريك البوميراني"، حفيد أختها، وفي اجتماع لكل الدول الاسكندنافية عقد في كالمار، توج إريك البوميراني ملكاً على جميع البلدان الاسكندنافية الثلاث (كانت عملياً أربعة لأن فنلندا كانت حينها جزءاً من السويد). بناء على ذلك أدت السياسة الحاكمة إلى وحدة شخصية بين بلدان الشمال الأوروبي ليتحد في النهاية عرش النرويج والدنمارك والسويد تحت سيطرة الملكة مارغريت الأولى الدنماركية، عندما انضمت البلاد إلى اتحاد كالمار.
[عدل]الاتحاد مع الدنمارك
غادرت السويد اتحاد كالمار في عام 1521 بينما بقيت النرويج مع الدنمارك حتى عام 1814 في ما مجموعه 436 عاماً. خلال الرومانسية الوطنية من القرن التاسع عشر سميت هذه الفترة من قبل البعض باسم "ليلة 400 سنة" حيث كانت كل السلطات الملكية الفكرية والإدارية متمركزة في كوبنهاغن في الدنمارك. مع التحول للبروتستانتية في سنة 1536، تم حل مطرانية تروندهايم وأصبحت النرويج بالفعل أحد روافد الدانمارك، كما حُول دخل الكنيسة للبلاط الملكي في كوبنهاغن. فقدت النرويج تدفق الحجاج المستمر إلى القطع الأثرية للقديس أولاف في مزار نيداروس وبالتالي فقدت الكثير من التواصل مع الحياة الثقافية والاقتصادية في بقية أنحاء أوروبا. بالإضافة إلى ذلك خسرت النرويج بعضاً من مساحتها في القرن السابع عشر بعد أن فقدت مقاطعات بوهوسلن وجيمتلاند وهيريدالن لصالح السويد نتيجة لحروب عديدة بين الدنمارك والنرويج والسويد. رغم ذلك كسبت النرويج بعض الأراضي إلى الشمال بضم المقاطعات الشمالية: ترومس وفنمارك، على حساب السويد وروسيا. قضت المجاعة التي انتشرت في البلاد بين عاميّ 1695 و 1696 على حوالي 10% من سكان النرويج.[30] كما سُجل ضياع ما لا يقل عن تسعة محاصيل في الدول الاسكندنافية بين عامي 1740 و 1800 مما أدى إلى ارتفاع كبير في معدل الوفيات.[31]
[عدل]الاتحاد مع السويد
الجمعية الوطنية سنة 1814، بريشة أوسكار فيرجيلاند.
بعد أن هوجمت الدنمارك والنرويج من طرف المملكة المتحدة، دخلت النرويج في تحالف مع الإمبراطور الفرنسي نابليون الأول في معركة كوبنهاغن. أدت الحرب إلى مجاعة عام 1812، كما وجدت المملكة الدنماركية نفسها في الجانب الخاسر في عام 1814 واضطرت تحت شروط معاهدة كييل للتنازل عن النرويج لملك السويد في حين بقيت المقاطعات الدنماركية النرويجية الأخرى مثل أيسلندا وغرينلاند وجزر فارو ضمن التاج الدانماركي.[32] استغلت النرويج هذه الفرصة لإعلان الاستقلال واعتمد دستور استناداً إلى النموذجين الأمريكي والفرنسي. كما انتخب ولي عهد الدنمارك والنرويج كريستيان فريدريك ملكاً في 17 مايو/أيار سنة 1814. يُحتفل بذكرى هذا اليوم في السابع عشر من أيار/مايو من قبل النرويجيين والأميركيين من أصل نرويجي على حد سواء. يُسمى هذا اليوم أيضاً باسم يوم الدستور النرويجي. تسبب قرار ربط النرويج بالسويد بنشوب الحرب النرويجية السويدية، ولكن بما أن جيش السويد لم يكن قادرًا على هزيمة القوات النرويجية هزيمة صريحة، كما أن الخزانة النرويجية لم تكن كبيرة بما يكفي لدعم الحرب التي طال أمدها، بالإضافة إلى حصار القوات البحرية البريطانية والروسية للساحل النرويجي،[33] اضطرت كل من النرويج والسويد للتفاوض على تسوية. بناء على ذلك، دخل البلدان في اتحاد بتاريخ 4 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1814.[34] حافظت النرويج بموجب هذا الترتيب على دستورها الليبرالي وعلى مؤسساتها المستقلة باستثناء العلاقات الخارجية. بعد الاتحاد مع السويد كانت التنمية الاقتصادية في النرويج بطيئة.[35] شهدت هذه الفترة أيضا ظهور النزعة القومية الرومانسية النرويجية حيث سعى النرويجيون لتعريف هوية قومية متميزة لهم. شملت الحركة جميع فروع الثقافة بما في ذلك: الأدب، حيث برز من الأدباء القوميين: هنريك فيرغيلاند (1808-1845) وبيورنستيرن بيورنسون (1832-1910) وبيتر كريستين أسبيورنسون (1812-1845) ويورغن مو (1813-1882)؛ أما من الرسامين فبرز: هانز غود (1825-1903) وأدولف تيدماند (1814-1876). وفي الموسيقى لمع نجم إدوارد غريغ (1843-1907)، وحتى في موضوع اللغة حيث برزت محاولات لتحديد لغة أصلية مكتوبة للنرويج التي نجم عنها وجود كتابتين اثنتين رسميتين للنرويجية في الوقت الحالي هما البوكمول النينوشك. كان الملك كارل يوحنا الرابع عشر الذي جلس على عرش النرويج والسويد في سنة 1818 الملك الأول على النرويج بعد خروجها من سيطرة الدنمارك والاتحاد مع السويد. كان كارل يوحنا رجل معقداً امتد حكمه إلى عام 1844، وقد صان الدستور والحريات في النرويج والسويد خلال عهد ميترنيخ. لذلك عُد من الملوك الليبراليين في ذاك العصر. رغم ذلك لم يكن رحيماً في استخدامه المخبرين والشرطة السرية إضافة إلى القيود المفروضة على حرية الصحافة لإخماد الحركات العامة للإصلاح وخصوصاً حركة الاستقلال الوطني النرويجي.[36] تلا عهد الملك كارل يوحنا عصر الرومانسية وتخللها بعض الإصلاحات الاجتماعية والسياسية الهامة. سمح للنساء عام 1854 بوراثة ممتلكات مثل الرجال.[37] وفي عام 1863 رفعت حالة القصور عن النساء غير المتزوجات.[37] علاوة على ذلك سمح لهن بالحصول على مختلف المهن ولا سيما التدريس في المدارس العامة.[37] مع ذلك كانت النرويج في منتصف هذا القرن لا تزال بعيدة عن "الديمقراطية"، حيث اقتصر حق التصويت على المسؤولين وأصحاب الممتلكات والمستأجرين ومواطنوا البلدات المدمجة،[38] لذا تولّد بعض الاستياء من هذا التخلف.
ماركوس ثران.
رغم كل ذلك كانت النرويج مجتمعاً محافظاً. كانت الحياة في النرويج، ولا سيما الحياة الاقتصادية، تهيمن عليها طبقة أرستقراطية من الرجال المهنيين الذين شغلوا معظم المناصب الهامة في الحكومة المركزية.[39] ولم يكن هناك طبقة برجوازية قوية في البلاد لتطالب بانهيار هذه السيطرة الاقتصادية من الطبقة الأرستقراطية.[40] وهكذا وحتى في الوقت الذي اجتاحت فيه الثورات معظم بلدان أوروبا في عام 1848، فإن النرويج لم تتأثر لحد كبير بها، إذ تحطمت معظم الثورات على جدران حالة المحافظة التي سادت المجتمع النرويجي.[40] وفي واقع الأمر لم تقم سوى ثورة وحيدة النرويج عام 1848، هي "حركة ثران". كان ماركوس ثران اشتراكياً طوباوياً،[41] وجه نداءه إلى الطبقات الكادحة داعياً إلى تغيير البنية الاجتماعية "من الأدنى إلى الأعلى." [41] في عام 1848 نظم مجتمع عمل في درامن. بلغت عضوية هذا المجتمع في بضعة أشهر فقط 500 عضو ونجح في طباعة صحيفة خاصة به.[41] في غضون سنتين نظمت 300 من المجتمعات في جميع أنحاء النرويج تضم في عضويتها ما مجموعه 20,000 شخص.[41] وقد شملت العضوية الطبقات الدنيا في كل من المدينة والريف.[41] فتولد لأول مرة شعور في كلا المنطقتين بوجود قضايا مشتركة فيما بينهما.[41] في نهاية المطاف سحق التمرد بسهولة وأسر ثران وحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات بتهمة ارتكاب جرائم ضد أمن الدولة. وعند الإفراج عنه بعد قضاء عقوبته، هاجر ماركوس ثران إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
[عدل]الاستقلال
لعب كريستيان ميكلسن، أحد أقطاب مجال الشحن ورجل دولة ورئيس وزراء النرويج من سنة 1905 حتى سنة 1907، لعب دوراً رئيسياً في الانفصال السلمي للنرويج عن السويد في 7 يونيو/ حزيران سنة 1905. بعد إجراء استفتاء وطني فضل الشعب النظام الملكي الدستوري على النظام الجمهوري، وعرضت الحكومة النرويجية عرش النرويج على الأمير كارل الدنماركي، وانتخبه البرلمان ملكاً بالإجماع، حيث كان أول ملك لنرويج مستقلة تماماً منذ 586 سنة. أطلق هذا الملك على نفسه اسم "هاكون السابع" تيمناً بملوك البلاد في العصور الوسطى. وفي سنة 1913، مُنحت النساء حق التصويت، بعد أن كان جميع الرجال قد حصلوا على هذا الحق في عام 1898.
[عدل]الحربان العالميتان
صور من الحملة النرويجية عام 1940.
خلال الحرب العالمية الأولى التزمت النرويج الحياد، لكنها عملياً تعرضت لضغوط من قبل بريطانيا العظمى لتسليم أجزاء متزايدة من أسطولها التجاري الكبير لبريطانيا بأقل الأسعار، فضلا عن الانضمام إلى الحصار التجاري المفروض على ألمانيا. كان على السفن النرويجية التجارية والبحارة النرويج رفع العلم البريطاني على سفنهم رغم خطورة إغراقها من طرف الغواصات الألمانية،[42] وكان من نتيجة ذلك أن فقدت البلاد كثيرًا من بحارتها وسفنها،[42] وهبط ترتيب الأسطول التجاري النرويجي من المركز الرابع عالمياً إلى المركز السادس.[42] أعلنت النرويج أيضاً حيادها خلال الحرب العالمية الثانية ولكنها تعرضت للغزو الألماني في 9 أبريل/نيسان سنة 1940. لم تكن النرويج مستعدة للهجوم المفاجئ من طرف الألمان لذلك لم تدم المقاومة العسكرية أو البحرية أكثر من شهرين. شنت القوات المسلحة في الشمال هجوماً على القوات الألمانية في معارك نارفيك حتى أجبروا على الاستسلام في 10 حزيران/يونيو بعد خسارتهم المساعدة البريطانية بعد سقوط فرنسا. هرب الملك هاكون والحكومة النرويجية لروثرهيث في لندن، وأيدوا النضال من خلال خطب بثت إذاعيا من لندن ومن خلال دعم العمليات العسكرية السرية في النرويج ضد النازيين. في يوم الغزو حاول زعيم الحزب الوطني الاشتراكي الصغير، "فيدكون كويسلنغ"، الاستيلاء على السلطة لكنه اضطر للتنحي بضغط من المحتلين الألمان. كانت السلطة الحقيقية في يد زعيم سلطة الاحتلال الألماني جوزيف تيربوفن. شكل كويسلنغ كوزير رئيس في وقت لاحق حكومة عميلة تحت السيطرة الألمانية. تطوع ما يقرب من 15,000 من النرويجيين للقتال في الوحدات الألمانية، بما في ذلك الكتيبة-س س (بالألمانية: Waffen-SS).[43] كان هناك أيضاً الكثير من النرويجيين وذوي الأصول النرويجية الذين انضموا إلى قوات التحالف بالإضافة إلى القوات الحرة النرويجية. في بداية الأمر بلغ عدد القوات النرويجية التي غادرت البلاد مع الملك في يونيو/حزيران سنة 1940، بلغ 13 سفينة وخمس طائرات و 500 رجلاً من البحرية الملكية النرويجية، لكن هذه الأعداد سرعان ما تضاعفت ووصلت عند نهاية الحرب إلى 58 سفينة و 7500 رجل في خدمة البحرية النرويجية و 5 أسراب من الطائرات (بما في ذلك سبيتفاير وسندرلاند وموسكيتو) في القوات الجوية النرويجية حديثة التشكل. بينما ضمت القوات البرية القوة النرويجية المستقلة الأولى و 5أفواج من قوات المغاوير رقم 10. خلال السنوات الخمس من الاحتلال النازي، أسس النرويجيون حركة مقاومة حاربت الاحتلال الألماني وأعلنوا العصيان المدني والمقاومة المسلحة وقاموا بتدمير محطة نورسك هيدرو للمياه الثقيلة ومخزون من المياه الثقيلة في فيمروك مما شل البرنامج النووي الألماني. أما العنصر الأكثر أهمية للحلفاء كان دور البحرية التجارية النرويجية، إذ أن البلاد امتلكت في وقت الغزو رابع أسطول تجاري بحري في العالم. أدارت شركة الشحن النرويجية "نورتراشب" الأسطول تحت إدارة الحلفاء خلال الحرب حيث كان دورهم إخلاء دونكيرك تمهيدًا لعملية الإنزال في النورماندي. في كل شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام، تهدي النرويج شجرة عيد ميلاد للمملكة المتحدة اعترافاً بفضلها في مساعدة النرويج خلال الحرب العالمية الثانية، ويُقام حفل نصب الشجرة في ساحة الطرف الأغر الشهيرة في لندن.[44]
[عدل]فترة ما بعد الحرب
خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 1945 و 1961، سيطر حزب العمال على البرلمان بعد حصوله على الأغلبية المطلقة من الأصوات. قاد الحكومة رئيس الوزراء اينار جيرهادرسن الذي شرع في برنامج مستوحى من علم الاقتصاد الكينزي مشدداً على تمويل الدولة للتصنيع والتعاون بين النقابات العمالية ومنظمات أرباب العمل. استمرت كثير من تدابير الدولة للسيطرة على الاقتصاد التي فرضت خلال الحرب، على الرغم من رفع نظام الحصص عن منتجات الألبان في عام 1949 في حين استمرت مراقبة الأسعار وتقنين المساكن والسيارات حتى عام 1960. استمر التحالف مع بريطانيا والولايات المتحدة في زمن الحرب إلى سنوات ما بعد الحرب. على الرغم من سعي حزب العمال تحقيق الهدف المتمثل في الاقتصاد الاشتراكي فإنه نأى بنفسه عن الشيوعيين (وخاصة بعد استيلاء السوفيات على السلطة في تشيكوسلوفاكيا في سنة 1948)، وعزز السياسة الخارجية وسياسة الدفاع مع الولايات المتحدة. تلقت النرويج مساعدة من خطة مارشال من الولايات المتحدة ابتداء من عام 1947 وانضمت إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بعد عام وأصبحت عضواً مؤسساً لمنظمة حلف شمال الأطلسي في عام 1949.
[عدل]الفترة المعاصرة
غرو هارلم برونتلاند، أول رئيسة وزراء للنرويج.
وصلت نسبة وعدد العاملين في الصناعة إلى أعلى معدلاتها حوالي عام 1975. منذ ذلك الحين عملت البلاد على الاستعانة باليد العاملة الخارجية لتلبية حاجة الإنتاج الصناعي والخدماتي المكثف مثل مصانع الإنتاج الضخمة والشحن البحري.
في عام 1969، اكتشفت شركة فيليبس بتروليوم مصادر نفطية في حقل إيكوفسك غرب النرويج. وفي عام 1973، أسست الحكومة النرويجية شركة الدولة للنفط باسم ستات أويل. لم يوفر إنتاج النفط دخلاً صافياً حتى أوائل عقد الثمانينات من القرن العشرين، بسبب رأس المال الضخم الذي تطلبه إنشاء البنية التحتية لصناعة النفط في البلاد.
النرويج عضو مؤسس في المنطقة الأوروبية للتجارة الحرة. أجري استفتاءان حول الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي فشلا بفارق ضئيل في عامي 1972 و 1994. في عام 1981 تشكلت حكومة المحافظين بقيادة "كور ويلوك" واتبعت سياسة لتحفيز الاقتصاد المتضخم والراكد من خلال خفض الضرائب وتحرير الاقتصاد وتحرير الأسواق واتخاذ تدابير للحد من التضخم الذي وصل إلى مستويات قياسية (13.6% في سنة 1981). وبعد ويلوك، تولّت "غرو هارلم برونتلاند" رئاسة الوزراء عن حزب العمل، فتابعت إصلاحات سلفها اليميني كما دعمت الاهتمامات التقليدية لحزب العمال مثل الضمان الاجتماعي والضرائب المرتفعة وتصنيع الموارد الطبيعة والحركة النسائية. بحلول أواخر عقد التسعينات، سددت النرويج ديونها الخارجية وبدأت تراكم صندوق الثروة السيادية. منذ التسعينات طرح سؤال بين السياسيين حول كم من إيرادات النفط يجب أن تنفق الحكومة وكم ينبغي أن تدخر.
[عدل]الجغرافيا
صورة من قمر صناعي للنرويج في الشتاء.
مشهد تقليدي للأراضي المنخفضة النرويجية قرب تروندهايمسفيورد.
بعض الجزر الكبيرة قرب ساحل النرويج.
راينه في لوفوتين شمال النرويج.
النرويج بلاد جبلية لكنها تضم بعض الأراضي المنبسطة مثل يارن وتوتن وأورلاند.
تشكل النرويج الجزء الغربي من إسكندنافيا في شمال أوروبا. ساحلها متعرج يتخلله العديد من الفيوردات الهائلة وآلاف الجزر. يبلغ طول الساحل 2,500 كم (1,600 ميل) لكنه يصل إلى 83,000 كم (52,000 ميل) عند ضم هذه الجزر والفيوردات. تشترك النرويج مع السويد في 1,619 كم (1,006 ميل) من الحدود البرية و 727 كم (452 ميل) مع فنلندا و 196 كم (122 ميل) مع روسيا في الشرق. أما إلى الشمال والغرب والجنوب فيحدالنرويج بحر بارنتس وبحر النرويج وبحر الشمال وسكاجيراك.[45]
[عدل]المساحة
من مساحة البلاد البالغة 385,252 كيلومترًا مربعًا (148,747 ميل مربع)، بما فيها سفالبارد وجان ماين، تهيمن المناطق الجبلية والمرتفعة على البلاد مع وجود العديد من المظاهر الطبيعية التي نشأت عن الكتل الجليدية في عصور ما قبل التاريخ والطبوغرافيا المتنوعة. من أبرز هذه المعالم هي الفيوردات: وهي عبارة عن أخاديد عميقة محفورة في الأرض غمرتها مياه البحر بعد نهاية العصر الجليدي. أطولها هو سوجنيفيوردن بطول 204 كم (127 ميل). يعد سوجنيفيوردن ثاني أعمق فيورد في العالم وبحيرة "هورنيندالسفاتنيت" أعمق بحيرة في أوروبا.[46] يمكن مشاهدة الأرض متجمدة طوال العام في المناطق الجبلية المرتفعة وفي المناطق الداخلية من مقاطعة فينمارك. كما توجد العديد من الأنهار الجليدية في النرويج.
[عدل]المناخ
تتكون معظم الأراضي النرويجية من صخور الغرانيت وصخور نايس الصوانية، كما يمكن العثور على الاردواز والأحجار الرملية والحجر الجيري في طبقات الأرض، كما تحتوي الارتفاعات الأدنى على رواسب بحرية. بسبب تيار الخليج والرياح الغربية السائدة تعيش النرويج درجات حرارة مرتفعة نسبياً وهطول الأمطار يفوق ما هو متوقع في مثل هذا الموقع الشمالي وخصوصاً على طول الساحل. يعيش البر الرئيسي للبلاد أربعة فصول متميزة حيث يكون الشتاء بارداً مع انخفاض هطول الأمطار داخلياً. في الجزء الشمالي يكون المناخ قطبياً شمالياً بحرياً ثانوياً، في حين تعيش سفالبارد مناخ التندرا القطبي.
فايجيفوسن في سوغن أوغ فيوردان.
يرتفع معدل هطول الأمطار في الأجزاء الجنوبية والغربية كما يكون شتاؤها أكثر اعتدالاً من الجزء الجنوبي الشرقي. تمتلك الأراضي المنخفضة حول أوسلو صيفاً دافئاً ومشمساً لكن البرد والثلوج تهيمن في فصل الشتاء (خاصة داخلياً). ارتفع متوسط درجات الحرارة خلال العقود الماضية مما خفض من عدد الأيام التي يغطي فيها الثلج المناطق المنخفضة.
ثور المسك في دوفرفيل.
تمتد النرويج على عدد من خطوط العرض، بالإضافة إلى التنوع الواسع في تضاريس البلاد. كل ذلك جعل من النرويج موطناً طبيعياً للعديد من الكائنات الحية تفوق في تنوعها أغلب الدول الأوروبية. هناك ما يقرب من 60,000 نوع من الكائنات الحية في البر النرويجي والمياه المتاخمة لها (باستثناء البكتيريا والفيروسات). كما يعتبر النظام البيئي البحري على الجرف النرويجي الكبير مثمراً جداً.[47] يستوطن البلاد ما يقرب من 16,000 نوع من الحشرات (ويقول البعض أن هناك 4,000 نوع آخر أيضاً ينتظر الوصف) و 20,000 نوع من الطحالب و 1800 نوعاً من الأشنيات و 1,050 نوعاً من الحزازيات و 2,800 نوعاً من النباتات الوعائية وما يقرب من 7,000 نوع من الفطريات و 450 نوعاً من الطيور (250 أنواع تعشش في النرويج) و 90 نوعاً من الثدييات و 45 من أسماك المياه العذبة و 150 من أسماك المياه المالحة بالإضافة إلى 1000 نوع من لافقاريات المياه العذبة و 3500 نوع لافقاريات المياه المالحة.[48] وصف العلم ما يقرب من 40,000 من هذه الكائنات، تضم القائمة الحمراء لعام 2006 3886 صنفاً منها.[49] يدرج 17 نوعاً في هذه القائمة بشكل أساسي بسبب خطر انقراضها عالميًا، مثل القندس الأوروبي حتى وإن لم يكن هذا النوع مهدداً في النرويج بالذات. هناك 430 نوعاً من الفطريات في القائمة الحمراء ويرتبط العديد منها بشكل وثيق مع المناطق الصغيرة المتبقية من الغابات القديمة.[50] هناك أيضاً 90 نوعا من الطيور على اللائحة و 25 نوعاً من الثدييات. يدرج حالياً 1,988 نوع كمهدد بالانقراض أو مهدد بدرجة دنيا وفقاً لتقرير عام 2006؛ ومن هذه الأنواع وُصف 939 نوعًا بأنه مهدد بدرجة دنيا و 734 مهددة بدرجة وسطى، و 285 نوعًا مهدد بدرجة قصوى. من بين هذه الأنواع: الذئب الرمادي والثعلب القطبي (أعداد طبيعية في سفالبارد) وضفدع البرك.
[عدل]الحيوانات
أكبر الحيوانات المفترسة في المياه النرويجية هي حيتان العنبر وأكبر الأسماك هي القرش المتشمس. أكبر المفترسات على اليابسة هي الدببة القطبية بينما الدببة البنية هي أكبر الضواري على البر الرئيسي النرويجي، بينما يُعتبر الموظ أكبر الثدييات النروجية بلا منازع. بسبب تعدد خطوط العرض في النرويج توجد اختلافات موسمية كبيرة في طول اليوم. من أواخر أيار/مايو إلى أواخر يوليو/تموز، لا تغيب الشمس تمامًا تحت الأفق في المناطق الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية، ومن هنا وصف النرويج بأنها "أرض شمس منتصف الليل"، بينما في بقية البلاد فيكون طول النهار بحدود 20 ساعة في اليوم. في المقابل، من أواخر نوفمبر/تشرين الثاني إلى أواخر يناير/كانون الثاني لا ترتفع الشمس فوق الأفق في الشمال بينما تكون ساعات النهار قصيرة جداً في بقية أنحاء البلاد.
[عدل]الطبيعة
يمكن للناظر أن يطالع عددًا من أكثر المناظر الطبيعية الخلاّبة في العالم بالنرويج، حيث يضم الساحل الغربي لجنوب البلاد وسواحل شمالها حالياً بعض المشاهد الساحرة الفريدة عالمياً. صنفت جمعية ناشونال جيوغرافيك الفيوردات النرويجية على أنها مصدر الجذب السياحي الأعلى في العالم.[51] في عام 2008 وضع مؤشر الأداء البيئي النرويج في المركز الثاني بعد سويسرا استنادا إلى الأداء البيئي لسياسات البلاد.[52]
ليون: بلدة صغيرة على الساحل الغربي للنرويج.
[عدل]الحكومة والسياسة
هارالد الخامس ملك النرويج الحالي.
وفقاً للدستور النرويجي الذي اعتمد في 17 مايو/أيار سنة 1814، والمستوحى من إعلان استقلال الولايات المتحدة والثورة الفرنسية عامي 1776 و 1798 على التوالي، فإن النرويج يحكمها نظام ملكي دستوري وحدوي بنظام برلماني. ملك النرويج هو قائد الدولة بينما رئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية. كما تتبنى البلاد مبدأ الفصل بين السلطات: التشريعية والتنفيذية والقضائية، كما ينص الدستور الذي يعد بمثابة الوثيقة القانونية العليا في البلاد.
يحتفظ الملك رسمياً بسلطات تنفيذية، ولكن بعد إدخال نظام الحكم البرلماني أصبحت واجبات الملك تقتصر على مراسم الدولة الرسمية،[53] مثل التعيين الرسمي وإقالة رئيس الوزراء ووزراء آخرين في الحكومة التنفيذية. بناء على ذلك فإن الملك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة النرويجية والسلطة العليا في الكنيسة النرويجية ويخدم ككبير الممثلين الدبلوماسيين للبلاد في الخارج وهو رمز لوحدة البلاد.
عملياً، فإن رئيس الوزراء هو المسؤول عن ممارسة السلطات التنفيذية. الملك هارالد الخامس والذي نصب عام 1991 من عائلة شليسفيش - هولشتاين - سوندربورغ - غلوكسبورغ هو أول ملك للبلاد منذ سنوات عديدة يولد في النرويج.[54] أما الوريث القانوني والشرعي للعرش والمملكة فهو أمير العرش النرويجي "هاكون".
برلمان النرويج.
دستورياً، تناط السلطة التشريعية في كل من الحكومة والبرلمان النرويجي، ولكن هذا الأخير هو السلطة التشريعية العليا ويتكون من غرفة واحدة.[55] يمكن لاقتراح أن يصبح قانوناً إذا حصل على أغلبية بسيطة من أصوات النواب البالغ عددهم 150 نائبًا. يُنتخب النواب في البرلمان على أساس التمثيل النسبي من 19 دائرة انتخابية لمدة أربع سنوات. تخصص مقاعد إضافية عددها 19 وتدعى "مقاعد التسوية" في انتخابات تشمل كافة البلاد لجعل التمثيل في البرلمان متوافقاً بشكل أفضل مع الأصوات الشعبية.
نتيجة لذلك هناك حالياً 169 عضواً في البرلمان. يوجد أيضاً عتبة 4% للحصول على مقعد من مقاعد التسوية. وفقاً لذلك فإن النرويج دولة ديمقراطية تمثيلية. يدعى البرلمان النرويجي باسم "المجلس الكبير" (بالنرويجية: Stortinget)، ويمكن لأعضائه التصديق على المعاهدات ومساءلة أعضاء الحكومة في حال كانت قراراتهم غير دستورية، وعلى هذا النحو، فإن لأعضاء البرلمان القدرة على عزل الوزراء في حال توجب محاكمة أو مساءلة أحدهم.
ينس ستولتنبرغ، رئيس وزراء النرويج الحالي.
يتم تخصيص منصب رئيس الوزراء النرويج إلى النائب الذي يستطيع الحصول على ثقة الأغلبية في البرلمان وعادة ما يكون الزعيم الحالي للحزب الأكبر أو بالتوافق بين أحزاب الائتلاف عندما لا يستطيع حزب واحد تشكيل الحكومة لوحده. مع ذلك غالباً ما يحكم النرويج حكومات الأقلية.
يسمي رئيس الوزراء المرشحين لمجلس الوزراء والذين عادة ما يكونون أعضاء من نفس حزبه السياسي في البرلمان وبالتالي يشكل السلطة التنفيذية للحكومة ومهامها المناطة بها في الدستور.[56] لتشكيل الحكومة يجب أن يكون أكثر من نصف أعضاء مجلس الوزراء منتمين إلى كنيسة النرويج. مما يعني حالياً 10 من أصل 19 وزارة. أثار هذا الأمر جدلاً حول الفصل بين الكنيسة والدولة في النرويج. رئيس الوزراء الحالي هو ينس ستولتنبرغ وهو زعيم حزب العمال النرويجي.
القصر الملكي في أوسلو.
مجلس الدولة هو مجلس ملكي خاص برئاسة الملك حيث يجتمع رئيس الوزراء وحكومته في القصر الملكي والتشاور رسمياً مع الملك. بالإضافة إلى الموافقة على القوانين البرلمانية يقوم الملك بمنح الموافقة الرسمية على كافة القوانين الحكومية قبل وبعد توجيهها للبرلمان. كا يقوم المجلس بمنح الموافقة على جميع إجراءات الملك كونه قائد الدولة. على الرغم من أن جميع الأعمال الحكومية والبرلمانية مقررة سلفاً فإن المجلس الملكي الخاص هو مثال آخر على سلطة الملك الرمزية.[54]
ينتخب أعضاء البرلمان مباشرة من قوائم التمثيل النسبي في 19 دائرة انتخابية متعددة الأعضاء في نظام متعدد الأحزاب الوطنية.[57] لعب كل من حزب العمال النرويجي وحزب المحافظين أدواراً سياسية تاريخية رائدة، في حين أن الأول ما زال في السلطة منذ انتخابات عام 2005 في تحالف الحمر والخضر مع حزب اليسار الاشتراكي وحزب الوسط.[58]
فاز منذ ذلك الحين كل من حزب المحافظين وحزب التقدم بمقاعد متزايدة في البرلمان، لكن وفقاً للانتخابات العامة التي جرت في سنة 2009، لم تكن هذه المقاعد كافية لتولي زمام الحكومة. كان هذا بشكل رئيسي لضعف التعاون بين الحزب الليبرالي والحزب الديمقراطي المسيحي. على هذا النحو لا يزال ينس ستولتنبرغ زعيم حزب العمل رئيساً لوزراء النرويج بوجود الأغلبية اللازمة بالتحالف مع الحزب اليساري الاشتراكي وحزب الوسط.[59]
[عدل]النظام القضائي وتطبيق القانون
يستند النظام القانوني النرويجي إلى نظام القانون المدني حيث يتم إنشاء وتعديل القوانين في البرلمان وتنظيم النظام عبر محاكم العدل في البلاد. تتألف المحكمة العليا من 19 قاضياً دائماً ورئيس المحكمة العليا ومحاكم الاستئناف ومحاكم المدن والمقاطعات ومجالس المصالحة.[60] على الرغم من أن السلطة القضائية هي الفرع الثالث من الحكومة فهي مستقلة عن السلطتين التنفيذية والتشريعية. في حين يعين رئيس الوزراء قضاة المحكمة العليا يجب أن تتم الموافقة على ترشيحهم من قبل البرلمان وتأكيدها رسمياً من قبل الملك في مجلس الدولة. يعين عادة القضاة الملحقون بالمحاكم العادية رسمياً من قبل الملك بناء على مشورة رئيس الوزراء.
نظام المحاكم صارم ومهمتها الرسمية تنظيم النظام القضائي النرويجي وتفسير الدستور وتنفيذ التشريعات الصادرة عن البرلمان ومراقبة السلطتين التشريعية والتنفيذية لضمان امتثالهما للتشريعات المعتمدة.[60]
يتم تطبيق القانون في النرويج من قبل دائرة الشرطة النرويجية، والشرطة النرويجية هي خدمة شرطية وطنية موحدة تتألف من 27 مقاطعات شرطية وعدد من الوكالات المتخصصة مثل السلطة الوطنية النرويجية للتحقيق ومحاكمة الجرائم الاقتصادية والبيئية والكريبو، يترأس كل منها رئيس للشرطة. يترأس جهاز الشرطة مديرية الشرطة الوطنية، التي تتبع بدورها وزارة العدل والشرطة، ويرأس مديرية الشرطة مفوض الشرطة الوطنية. الاستثناء الوحيد هو وكالة أمن الشرطة النرويجية الذي تخضع مباشرة إلى وزارة العدل والشرطة.
في عام 2007 وضع مشعر حرية الصحافة العالمي (مراسلون بلا حدود) النرويج في المرتبة الأولى مناصفة مع آيسلندا من أصل 169 بلداً.[61] ألغيت عقوبة الإعدام في النرويج في عام 1902. كما ألغيت عقوبة الإعدام بتهمة الخيانة العظمى في الحرب وجرائم الحرب في عام 1979. حالياً تمتلك النرويج أدنى معدل جرائم قتل في العالم.
[عدل]القوات المسلحة والعلاقات الخارجية
مقالات تفصيلية :القوات المسلحة الملكية النرويجية و العلاقات الخارجية للنرويج
البحرية النرويجية، فرقاطة من طراز فريدتيوف نانسن.
تحتفظ النرويج بسفارات في 86 بلداً.[62] بينما توجد سفارات لستين بلداً في النرويج وجميعها في العاصمة أوسلو.[63]
النرويج هي أحد الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومجلس أوروبا. رفض الناخبون النرويجيون مرتين الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، رغم أن معظم التشريعات التي قدمها الاتحاد الأوروبي تنفذ في النرويج بسبب عضويتها في المنطقة الاقتصادية الأوروبية. يضمن هذا الأمر وصول النرويج إلى السوق الأوروبية الداخلية. تعتبر البلاد أحد المشاركين البارزين في مجال التنمية الدولية بعد أن شاركت بكثافة دبلوماسياً في اتفاقات أوسلو التي تعد جزءاً من الصراع الطويل بين إسرائيل والفلسطينيين في الشرق الأوسط. تؤكد النرويج على علاقاتها الدبلوماسية الوطيدة مع الولايات المتحدة.
يبلغ تعداد القوات المسلحة النرويجية حالياً نحو 23,000 فرد بما فيهم الموظفون المدنيون. وفقاً لخطة التعبئة الحالية (في 2009)، تبلغ قوة التعبئة الكاملة حوالي 83,000 مقاتل. الخدمة العسكرية في النرويج تخص الذكور (6-12 أشهر من التدريب) والخدمة تطوعية للإناث.[64] تتبع القوات المسلحة لوزارة الدفاع النرويجية وقائدها الأعلى هو الملك هارالد الخامس. يقسم جيش النرويج إلى الفروع التالية: الجيش والبحرية الملكية وسلاح الجو الملكي والحرس الوطني.
دبابة ليوبارد النرويجية على الثلج في مولسيلف.
بسبب سقوط النرويج تحت الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية، كانت البلاد من الأعضاء المؤسسين لحلف الناتو في 4 أبريل/نيسان سنة 1949 مستغنية بذلك عن حياديتها.[65] تساهم النرويج حالياً في القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن (إيساف) في أفغانستان.[66] من البعثات الدولية الهامة التي شاركت بها النرويج في السنوات الأخيرة:
كوسوفو: قوة كوسوفو (ك-فور) إدارة الأمم المتحدة المؤقتة في كوسوفو.
أفغانستان: قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف).
البوسنة: في المقر الرئيسي لحلف شمال الاطلسي وقوة الاتحاد الأوروبي مراقب اتصال في فريق المراقبين كازين.
السودان: بعثة الأمم المتحدة في السودان،(يونميس).
لبنان: قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).