يعقوب أو ياكوف (بالعبرية: עֲקֹב) معناه " ماسك كعب القدم" ويُعرف أيضاً بأسرائيل أي "الله قد كافح". أبوه إسحاق وجّده إبراهيم. لعب يعقوب دور رئيسي في الأحداث الأخيرة من سفر التكوين في العهد القديم.
[عدل]تفسيرات كتابية
وَلَدَ لإسحاق ورفقة: عيسو ويعقوب بعد 20 سنة زواج، حيث كان إسحاق 60 من العمر (سفر التكوين 25:26)، وكان إبراهيم 160 من العمر. يختلف يعقوب عن اخيه عيسو بالمظهر والتصرفات. عيسو كان صياد، بينما كان يعقوب رجل متزن يسكن الخيام.
عندما كانت رفقة حاملاً كان الطفلان يتصارعان مع بعضهما في داخل رحمها (سفر التكوين 25:22). خوفاً من هذه الحركة، سألت رفقة الله عن سببها، بعدها عَرَفَت انها حامل بطفلين، ويؤسسان أُمتين مختلفتين. ويكونان دائماً في تنافس وفي الحقيقة الأكبر سيخدم الأصغر. لَم تُخبر رفقة زوجها إسحاق بذلك بل أحتفظت بذلك في قلبها. كان عيسو أول من ولد, وأخوه يعقوب (إسرائيل) ولد بعده مُباشرةً وكان يمسك بكعب قدم عيسو. لذلك اسمه ياكوف أي: (الكعب) المُشتق من الكلمة العبرية "עקב”. فضل إسحاق عيسو ولكن الأم فضلت يعقوب.
وبالتالي يكون أبناء إسحاق هم:
يعقوب (إسرائيل)
عيسو
[عدل]حق الولادة
خلال فترة شباب الاخوان، تم تَنشئتهما في نفس البيئة وتعرضوا لنفس الأشياء التي لأبيهما إسحاق وجدهم إبراهيم. وفي يوم من الايام، عاد عيسو من الحقل وكان جائعا جداً. أنتهز يعقوب هذا الموقف وقد عرض على عيسو صحن من الحساء مُقابل أن يبيعه عيسو بكوريته كونه الاخ الأكبر. وافق عيسو وقال " اني سأموت، فما نفع البكورية لي؟". الحقيقة ان تنازل عيسو عن بكوريته يدل على ازدراءه للتقاليد التي لدى إسحاق ابيه.
في كلمات الكتاب المقدس " وهكذا أحتقر عيسو امتيازات بكوريته" سفر التكوين 25:29-34 من مميزات البكورية هي: مرتبة عليا في العائلة "سفر التكوين 49:3 "، وقيمة مضاعفة من الورث "سفر تثنية 21:15-18 الأشتراع 12:17" ومنصب في العائلة "سفر العدد 19-8:17" وايضأ البركة الإبراهيمية "سفر التكوين
[عدل]البركة الابوية
عندما كبُر إسحاق وكان قد أصبح أعمى، قرَرَ أن يبارك أبنه الأكبر قَبلَ أن يموت. أرسل عيسو إلى الحقل ليصطاد ويحضر وليمة لأبيه قبل أن يأخذ البركة.بينما كان عيسو في الحقل يصطاد ،قامت رفقة بأرشاد يعقوب بأن يصطاد لها نعجتين لتقوم بتحضير وجبة شهية لأبيه، وأمرت يعقوب بأن يذهب بالوجبة إلى أبيه وأستلام البركة بدلاً من أخيه عيسو.لقد قَلق يعقوب من أن يلاحظ أبوه الفرق بينه وبين أخيه لأن عيسو كان شخص مُشعر ويعقوب كان أملس. طمأنة رفقة ولدها يعقوب وقالت له ان يضع جلد نعجة حول رقبته ويداه.
ذهب يعقوب إلى خيمة أبيه مُتَنَكراً. تفاجأ إسحاق من سُرعة "عيسو" في الصيد ظناً منه بأن عيسو هو من جاءه فسـأل إسحاق بشك " من انت يا ابني؟" أجاب يعقوب "أنا عيسو أبنك البكر" كان إسحاق لايزال شاكاً في الأمر فَطلب أن يحسَهُ لأن عيسو كان مُشعر. ان جلد النعاج بدا وكأنه خدع إسحاق لكنه قال " أن الصوت هو صوت يعقوب ولكن هذه اليدين يدا عيسو"، ومع ذلك بارك إسحاق يعقوب.
ما ان غادر يعقوب الخيمة، وصل عيسو وكشف الخداع. كان إسحاق متفاجئ وأكد بأنه قد بارك يعقوب.قد أشفق إسحاق على عيسو وأعطاه بركة أقل.فقال عيسو بأنه سيقتل اخوه.
[عدل]بيت لابان
علمت رفقة بنوايا عيسو للأنتقام من يعقوب، فأمرت يعقوب بالهرب إلى بيت أخيها لابان إلى أن يهدأ غضب عيسو. كان هناك غرضين لرحلة يعقوب وهما الهرب من عيسو وإيجاد زوجة له لأن لخاله لابان ابنتين ليئة وراحيل. في الطريق إلى حاران، أختبر يعقوب رؤية حيث رأى سلم يصل إلى السماء وملائكة يصعدون، وسمية الرؤية بسلم يعقوب. من أعلى السُلم سمع صوت الله الذي كرر العديد من البركات عليه. استيقظ يعقوب في الصباح وأكمل طريقه إلى حاران. توقف يعقوب عند بئر حيث الرعاة يسقون ماشيتهم، وهناك قابل الابنة الصغرى للابان وهي راحيل. لقد أحبها على الفور، وبعد أن مكث شهراً عندهم طلب يدها للزواج مقابل أن يعمل 7 سنين لدى خاله.
بدت السبع سنين كأنها ايام معدودة لشدة حبه لها، لكن عندما انقضت هذه السنين، خدع لابان يعقوب وأبدل راحيل بليئة، ولم يعرف يعقوب لأنها لبست خماراً على وجهها. في الصباح، عندما عرف يعقوب، ذهب إلى خاله لابان ولكن لابان برر فعلتة بأنه في بلادهم يجب أن تُعطى البنت الكُبرى أولاً. مع ذلك وافق يعقوب أن يعمل سبع سنين أخرى ليأخذ راحيل، فتزوج يعقوب براحيل بعد أسبوع من زواجه من ليئة وأكمل السبع سنين.أحب يعقوب راحيل أكثر من أي شيء في العالم وبذلك شَعَرَت ليئة بالكراهية.
فتح الله رَحم ليئة فولدت 6 أولاد: روبين، شمعون، لاوي, ويهودا, وزبولون, ويساكر وبنتاً واحدة اسمها دينا.
كانت راحيل عاقراً، فأعطت جاريتها بيلها كزوجة ليعقوب، فدخل عليها وولدت له دان ونفتالي.
رأت ليئة بأنها توقفت عن الولادة، فأعطت يعقوب جاريتها زيلفا فولدت له ابناً اسمه جاد وآخر اسمه آشير.
وأكرم الله راحيل فولدت يوسف وبنيامين.
عندما وُلد يوسف، أراد يعقوب أن يزور بيت ابيه، ولكن لابان كان مُتردد من أن يدعه لأن الله بارك ماشيته بسبب يعقوب. الآن لابان عرض ان يدفع ليعقوب ولكن يعقوب قام بأتفاق غريب مع لابان حيث اقترح على لابان أن يَزيل كل النعاج المنقطة البنية وما يولد منهم يكون ليعقوب. فجعل يعقوب النعاج الحوامل أن ينظروا على النعاج المنقطة فيتوحموا ويلدوا نعاج مُنقطة، بذلك أصبح يعقوب غنياً " أنظر سفر التكوين". رأى بنو لابان بأن يعقوب أصبح يملك أحسن الماشية، فتغيرت نظرة لابان له. ذكر القرآن ليعقوب بأن يرحل ويأخذ زوجاته وأطفاله من دون أن يَعلم لابان.قبل أن يرحلوا قامت راحيل بسرقة تماثيل البيت من بيت لابان. في حالة غضب للابان، قام بملاحقة يعقوب لسبعة أيام.في الليلة التي سبقت امساك لابان ليعقوب ،ظهر الله للابان في حلم وحذره من أن يقول اي شيء جيد أو سيء ليعقوب. عندما تقابل يعقوب ولابان، لَعَبَ لابان دور الحمى المجروح وطالب بأرجاع التماثيل. بدون أن يَعلم يعقوب بأن راحيل أخذت التماثيل، قال للابان بأن من أخذها يجب أن يموت وعرض عليه أن يفتش أغراضهم. عندما دخل لابان خيمة راحيل، قامت راحيل بتخبئة التماثيل فلم يراها لابان فمضى كل واحد في طريقه.
[عدل]الرجوع إلى كنعان
عندما اقترب يعقوب من أرض كنعان، أرسل برسالة إلى أخيه عيسو. جاءه رد بأن عيسو قادم للقاءة ومعه 400 من الجنود:. لقد تحظر يعقوب للأسوأ وشعر بأنه يجب علية الاتكال على الرب وتوجة لله بصلاة. ارسل يعقوب تقدمة لعيسو وقال " تقدمة إلى سيدي عيسو من خادمك يعقوب ". ثُمَّ قَامَ يعقوب وَصَحِبَ مَعَهُ زَوْجَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الاثنى عَشَرَ، وَعَبَرَ بِهِمْ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ، وَلَمَّا أَجَازَهُمْ وَكُلَّ مَا لَهُ عَبْرَ الْوَادِي، وَبَقِيَ وَحْدَهُ، صَارَعَهُ إِنْسَانٌ "أو ملاك" حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.(في سفر التكوين 32:24 "أنسان" ،و في سفر هوشع 12:4 "ملاك"). وَعِنْدَمَا رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَتَغَلَّبْ عَلَى يَعْقُوبَ، ضَرَبَهُ عَلَى حُقِّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ مِفْصَلُ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِه.
لِذَلِكَ يَمْتَنِعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَنْ أَكْلِ عِرْقِ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخْذِ إِلَى هَذَا اليوم، لأَنَّ الرَّجُلَ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا."سفر التكوين 32:33"
طلب يعقوب بركة أثناء الصراع، لذلك دُعيَ من ذلك اليوم " إسرائيل " الذي مَعناه " الذي تصارع مع الله ". وطلب يعقوب اسم الكائن الذي كان يصارعه، ولكنه لم يخبره، فسمى يعقوب المكان "بني ايل" أي معناه "وجه الله"، أي قال "أنا رأيت الله وجهاً لوجه ولم أمُت". في الصباح، أخذ يعقوب زوجاته وأولاده الأحد عشر، فَجَعَلَ الْجَارِيَتَيْنِ وَأَوْلاَدَهُمَا فِي الطليعة وثُمَّ لَيْئَةَ وَأَوْلادها وَأَخِيراً رَاحِيلَ وَيُوسُفَ يتقدمهم يعقوب كلهم. كان لعيسو روح الأنتقام ولكنها برُدت بعد التقدمات السخية ليعقوب له، فكان لقاءهما مؤثر. عندما وصل يعقوب حدود كنعان، كانت راحيل على وشك الولادة، فولدت الابن الأصغر ليعقوب الذي هو بنيامين وماتت بعدها قام يعقوب بدفنها وشيد صرح لقبرها الذي يقع خارج بيت لحم، ولايزال قبرها مزار ليومنا هذا. وأخيرا وصل يعقوب إلى بيت أبيه إسحاق، فمات إسحاق وعمره 180 عاماً. قام يعقوب وعيسو بدفنه فِي مَغَارَةِ فِي حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ الْمُوَاجِهَةِ لِمَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ التي كان إبراهيم قد اشتراها. يعقوب ويوسف: كان يوسف قد فارق أباه يعقوب عندما كان عمره 17 عاماً، حيث أُخذ كعبد إلى مَصر بسبب أخوته الذين كانوا يغارون منه لأنه حلم حلماً وبه كان مَلكاً عليهم. حزن يعقوب جداً على فقدانه ليوسف. بعد 13 عاماً من أخذ يوسف كَعَبد، حَلَمَ فرعون بحلمين وكان يريد من يفسره له. قد سُمع ان يوسف الذي كان في السجن يستطيع أن يفَسر هذه الأحلام. فسر يوسف هذين الحلمين على انه ستأتي 7 سنوات خير يتبعها 7 سنوات مجاعة.تَعجب الفرعون من هذا التفسير، فجعل يوسف نائب له وكان مسؤول عن جمع القمح لسنوات المجاعة. عندما جاءت سنين المجاعة، فَذَهَبَ عَشَرَةٌ مِنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ لِيَشْتَرُوا قَمْحاً مِنْ مِصْرَ، فَلَمَّا رَآهُمْ يُوسُفَ عَرَفَهُمْ وطلب منهم أن يرى أخوهم الصغير أي أخاه بنيامين. فأخذ يوسف شِمْعُونَ كرهينة إلى ان يجلبوا بنيامين معهم. صُدمَ يعقوب عندما عَلم بذلك، حيث كان خائف عل بنيامين لأنه اخر ما بقي له من زوجته راحيل، ورفض أن يُرسله. ولكن عندما ازدادت المجاعة، وافق يعقوب أن يُرسل بنيامين، وقد وَعَدَه يَهُوذَا بأن يحمي بنيامين. بعد ذلك رجع الأخوان إلى يوسف، فعندما رأى يوسف أخاه بنيامين، تأثر كثيراً وكشف نفسه لأخوته. دعى يوسف أخوته وعوائلهم وأباه إلى المجيء لمصر.عاش يعقوب اخر 17 سنة من عمره في مصر مع أولاده الاثنا عَشَر ومات في عُمر 147. قبل موته جَعَل يوسف بأن يعده بأن يدفنه في مَغَارَةِ حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ.فأقام يوسف جنازة كبيرة لأبيه.
[عدل]يعقوب في الإسلام
جزء من سلسلة
الإسلام
أنبياء الإسلام في القرآن
رسل وأنبياء
آدم·إدريس
نوح·هود·صالح
إبراهيم·لوط
إسماعيل · اسحاق
يعقوب·يوسف
أيوب
شعيب · موسى ·هارون
يوشع بن نون
ذو الكفل · داود · سليمان · إلياس
عزير
اليسع · يونس
زكريا · يحيى
عيسى بن مريم
محمد بن عبد الله
ع · ن · ت
يؤمن المسلمون أن يعقوب من أنبياء الله الصالحين ولا يجوز أن ينسب لهم الكذب أو الخداع أو الغدر والخيانة أو التدليس ولا يجوز انتقاصهم أو نسبة أي فعل شائن لهم. وقد عصمهم الله من كبائر الذنوب، والصغائر التي تدل على خساسة الطبع، صيانة لعلو مكانتهم.[1]
وقد ورد اسم "يعقوب" في القرآن 16 مرة:
{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }البقرة132
{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة133
{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة136
{أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة140
{قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }آل عمران84
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَأوُودَ زَبُوراً }النساء163
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَأوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }الأنعام84
{وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ }هود71
{وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }يوسف6
{وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ }يوسف38
{وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف68
{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً }مريم6
{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً }مريم49
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ }الأنبياء72
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ }العنكبوت27
{وَإذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ }ص45
[عدل]أبناء يعقوب وزوجاته
للنبي يعقوب اثنا عشر ولداً ذكراً (من بينهم يوسف) وبنتاً واحدة اسمها دينا, وأولاده يدعون بني إسرائيل.
أولاده (بنو إسرائيل) هم:
النبي يوسف وبنيامين وأمهما: راحيل بنت لابان وهي ابنة خال يعقوب.
روبين وهو أكبر أبنائه ويهودا ولاوي وشمعون وزبولون وياساكر وبنتاً واحدة اسمها دينا وأمهم: ليا بنت لابان وهي أخت راحيل وابنة خال يعقوب.
دان ونفتالي وأمهما: بيلها.
جاد وعشير وأمهما: زيلفا.
نسبه هو يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وأمه رفقة بنت بتوئيل ويقال بأن يعقوب هو أحد توأمي نبي الله اسحاق وهما عيسى ويعقوب الذي يسمى إسرائيل أيضا.
عاش يعقوب عند خاله لابان في العراق، فزوجه بنتيه لئيل وراحيل، ولابان عندما زوجهما من يعقوب اهدى كلا منهما جارية. وهما بدورهما أهدتا الجاريتين إلى يعقوب الزوج، وبذلك صار يعقوب لأربع زوجات هن: ليئة وراحيل وزلفا وبلهة. اما ليئة فقد أنجبت له روبين وشمعون ولاوي ويهوذا ويساكر وزبولون.
وأما راحيل فأنجبت له يوسف وبنيامين، كما أنجبت له بلهة دان ونفتالين، وأنجبت زلفا جاد وأشير، وبذلك صار يعقوب في غمضة عين زوجا لأربع زوجات وأبا لاثني عشر ولدا عرفوا بالاسباط فيما بعد، وتوفي عنهم بعد أن بلغ 180 سنة ودفن في الخليل بفلسطين.
- ولنقف مع يعقوب عدة وقفات أيضا:
1- لم يخرج يعقوب إلى خاله بعيدا عن أبويه لولا جفوة عيسى توأمه له، فهو كان يرى ان يعقوب أحب إلى قلب أمه فكان يكرهه، لذلك فإن أباه اقترح عليه ان يبتعد فأخذ باقتراحه ولم يعد إلى مسقط رأسه الا بعد أن تزوج وعرف ان عيسي لان قلبه قليلا.
2- لم يكن تعدد الزوجات يمنا على يعقوب، بل كان سببا في كل محنته التي لاقاها فيما بعد بسبب كيد إخوة كانوا من أربع زوجات.
3- كانت راحيل والدة يوسف وبنيامين أحب إلى قلب يعقوب، لأنه أرادها زوجة له من البداية، لولا ان خاله قال: لا أزوجك الصغرى قبل الكبرى، فطلب منه يعقوب ان يزوجه إياها فقال اخدمني عشر سنوات أخرى حتى أزوجك إياها والآن تزوج لية فتزوجها، ثم تزوج راحيل بعد عشر سنوات عن عشق.
4- كان يوسف أيضا احب إلى قلب يعقوب، وقد كان يرى فيه النجابة وأثر النبوة، لكن هذا لم يرض إخوته فكادوا له فافتعلوا قصة الذئب الذي كان بريئا من دم يوسف.
5- قاسى يعقوب من فقد يوسف كثيرا، ولكن ربما كان هو السبب لأنه قرب يوسف وأخاه بنيامين أكثر، مما جعل إخوته يفكرون في التخلص منه، وقبل أن يقدموا على فعلتهم رأى يوسف رؤيا فقال لأبيه: “يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين”، عندئذ أحس يعقوب بخطورة الموقف فقال ليوسف: “يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين”.
- ذهب الاخوة ونفذوا مؤامرتهم واتفقوا على أن الأسلوب الأمثل أن يوضع يوسف في الجب فلعل قافلة تلتقطه وتأخذه بعيدا عن عيونهم وعين أبيه، فاحتالوا على الأب المسكين وأخذوا يوسف بحجة انه سوف يخرج معهم للتنزه، فقال الأب: “إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون، قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون”.
- نعم ذهبوا به ووقع ما توقعه يعقوب فألقوه في الجب وجاؤوا يبكون ويتصنعون بالدم الكذب وقالوا الذئب أكله.
- لم يصدقهم يعقوب وقال: “بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون”.
- هذه الحادثة لم تمر على يعقوب بسلام، فحزن حزنا شديدا، وبكى حتى عميت عيناه واستسلم لقضاء الله. علما بأن المعلومات الواردة في هذه الفقرة تمثل وجهة النظر اليهودية والإسلامية بشكل مختلط. فوجب الانتباه لذلك عن قراءتها.
[عدل]تفسيرات كتابية
وَلَدَ لإسحاق ورفقة: عيسو ويعقوب بعد 20 سنة زواج، حيث كان إسحاق 60 من العمر (سفر التكوين 25:26)، وكان إبراهيم 160 من العمر. يختلف يعقوب عن اخيه عيسو بالمظهر والتصرفات. عيسو كان صياد، بينما كان يعقوب رجل متزن يسكن الخيام.
عندما كانت رفقة حاملاً كان الطفلان يتصارعان مع بعضهما في داخل رحمها (سفر التكوين 25:22). خوفاً من هذه الحركة، سألت رفقة الله عن سببها، بعدها عَرَفَت انها حامل بطفلين، ويؤسسان أُمتين مختلفتين. ويكونان دائماً في تنافس وفي الحقيقة الأكبر سيخدم الأصغر. لَم تُخبر رفقة زوجها إسحاق بذلك بل أحتفظت بذلك في قلبها. كان عيسو أول من ولد, وأخوه يعقوب (إسرائيل) ولد بعده مُباشرةً وكان يمسك بكعب قدم عيسو. لذلك اسمه ياكوف أي: (الكعب) المُشتق من الكلمة العبرية "עקב”. فضل إسحاق عيسو ولكن الأم فضلت يعقوب.
وبالتالي يكون أبناء إسحاق هم:
يعقوب (إسرائيل)
عيسو
[عدل]حق الولادة
خلال فترة شباب الاخوان، تم تَنشئتهما في نفس البيئة وتعرضوا لنفس الأشياء التي لأبيهما إسحاق وجدهم إبراهيم. وفي يوم من الايام، عاد عيسو من الحقل وكان جائعا جداً. أنتهز يعقوب هذا الموقف وقد عرض على عيسو صحن من الحساء مُقابل أن يبيعه عيسو بكوريته كونه الاخ الأكبر. وافق عيسو وقال " اني سأموت، فما نفع البكورية لي؟". الحقيقة ان تنازل عيسو عن بكوريته يدل على ازدراءه للتقاليد التي لدى إسحاق ابيه.
في كلمات الكتاب المقدس " وهكذا أحتقر عيسو امتيازات بكوريته" سفر التكوين 25:29-34 من مميزات البكورية هي: مرتبة عليا في العائلة "سفر التكوين 49:3 "، وقيمة مضاعفة من الورث "سفر تثنية 21:15-18 الأشتراع 12:17" ومنصب في العائلة "سفر العدد 19-8:17" وايضأ البركة الإبراهيمية "سفر التكوين
[عدل]البركة الابوية
عندما كبُر إسحاق وكان قد أصبح أعمى، قرَرَ أن يبارك أبنه الأكبر قَبلَ أن يموت. أرسل عيسو إلى الحقل ليصطاد ويحضر وليمة لأبيه قبل أن يأخذ البركة.بينما كان عيسو في الحقل يصطاد ،قامت رفقة بأرشاد يعقوب بأن يصطاد لها نعجتين لتقوم بتحضير وجبة شهية لأبيه، وأمرت يعقوب بأن يذهب بالوجبة إلى أبيه وأستلام البركة بدلاً من أخيه عيسو.لقد قَلق يعقوب من أن يلاحظ أبوه الفرق بينه وبين أخيه لأن عيسو كان شخص مُشعر ويعقوب كان أملس. طمأنة رفقة ولدها يعقوب وقالت له ان يضع جلد نعجة حول رقبته ويداه.
ذهب يعقوب إلى خيمة أبيه مُتَنَكراً. تفاجأ إسحاق من سُرعة "عيسو" في الصيد ظناً منه بأن عيسو هو من جاءه فسـأل إسحاق بشك " من انت يا ابني؟" أجاب يعقوب "أنا عيسو أبنك البكر" كان إسحاق لايزال شاكاً في الأمر فَطلب أن يحسَهُ لأن عيسو كان مُشعر. ان جلد النعاج بدا وكأنه خدع إسحاق لكنه قال " أن الصوت هو صوت يعقوب ولكن هذه اليدين يدا عيسو"، ومع ذلك بارك إسحاق يعقوب.
ما ان غادر يعقوب الخيمة، وصل عيسو وكشف الخداع. كان إسحاق متفاجئ وأكد بأنه قد بارك يعقوب.قد أشفق إسحاق على عيسو وأعطاه بركة أقل.فقال عيسو بأنه سيقتل اخوه.
[عدل]بيت لابان
علمت رفقة بنوايا عيسو للأنتقام من يعقوب، فأمرت يعقوب بالهرب إلى بيت أخيها لابان إلى أن يهدأ غضب عيسو. كان هناك غرضين لرحلة يعقوب وهما الهرب من عيسو وإيجاد زوجة له لأن لخاله لابان ابنتين ليئة وراحيل. في الطريق إلى حاران، أختبر يعقوب رؤية حيث رأى سلم يصل إلى السماء وملائكة يصعدون، وسمية الرؤية بسلم يعقوب. من أعلى السُلم سمع صوت الله الذي كرر العديد من البركات عليه. استيقظ يعقوب في الصباح وأكمل طريقه إلى حاران. توقف يعقوب عند بئر حيث الرعاة يسقون ماشيتهم، وهناك قابل الابنة الصغرى للابان وهي راحيل. لقد أحبها على الفور، وبعد أن مكث شهراً عندهم طلب يدها للزواج مقابل أن يعمل 7 سنين لدى خاله.
بدت السبع سنين كأنها ايام معدودة لشدة حبه لها، لكن عندما انقضت هذه السنين، خدع لابان يعقوب وأبدل راحيل بليئة، ولم يعرف يعقوب لأنها لبست خماراً على وجهها. في الصباح، عندما عرف يعقوب، ذهب إلى خاله لابان ولكن لابان برر فعلتة بأنه في بلادهم يجب أن تُعطى البنت الكُبرى أولاً. مع ذلك وافق يعقوب أن يعمل سبع سنين أخرى ليأخذ راحيل، فتزوج يعقوب براحيل بعد أسبوع من زواجه من ليئة وأكمل السبع سنين.أحب يعقوب راحيل أكثر من أي شيء في العالم وبذلك شَعَرَت ليئة بالكراهية.
فتح الله رَحم ليئة فولدت 6 أولاد: روبين، شمعون، لاوي, ويهودا, وزبولون, ويساكر وبنتاً واحدة اسمها دينا.
كانت راحيل عاقراً، فأعطت جاريتها بيلها كزوجة ليعقوب، فدخل عليها وولدت له دان ونفتالي.
رأت ليئة بأنها توقفت عن الولادة، فأعطت يعقوب جاريتها زيلفا فولدت له ابناً اسمه جاد وآخر اسمه آشير.
وأكرم الله راحيل فولدت يوسف وبنيامين.
عندما وُلد يوسف، أراد يعقوب أن يزور بيت ابيه، ولكن لابان كان مُتردد من أن يدعه لأن الله بارك ماشيته بسبب يعقوب. الآن لابان عرض ان يدفع ليعقوب ولكن يعقوب قام بأتفاق غريب مع لابان حيث اقترح على لابان أن يَزيل كل النعاج المنقطة البنية وما يولد منهم يكون ليعقوب. فجعل يعقوب النعاج الحوامل أن ينظروا على النعاج المنقطة فيتوحموا ويلدوا نعاج مُنقطة، بذلك أصبح يعقوب غنياً " أنظر سفر التكوين". رأى بنو لابان بأن يعقوب أصبح يملك أحسن الماشية، فتغيرت نظرة لابان له. ذكر القرآن ليعقوب بأن يرحل ويأخذ زوجاته وأطفاله من دون أن يَعلم لابان.قبل أن يرحلوا قامت راحيل بسرقة تماثيل البيت من بيت لابان. في حالة غضب للابان، قام بملاحقة يعقوب لسبعة أيام.في الليلة التي سبقت امساك لابان ليعقوب ،ظهر الله للابان في حلم وحذره من أن يقول اي شيء جيد أو سيء ليعقوب. عندما تقابل يعقوب ولابان، لَعَبَ لابان دور الحمى المجروح وطالب بأرجاع التماثيل. بدون أن يَعلم يعقوب بأن راحيل أخذت التماثيل، قال للابان بأن من أخذها يجب أن يموت وعرض عليه أن يفتش أغراضهم. عندما دخل لابان خيمة راحيل، قامت راحيل بتخبئة التماثيل فلم يراها لابان فمضى كل واحد في طريقه.
[عدل]الرجوع إلى كنعان
عندما اقترب يعقوب من أرض كنعان، أرسل برسالة إلى أخيه عيسو. جاءه رد بأن عيسو قادم للقاءة ومعه 400 من الجنود:. لقد تحظر يعقوب للأسوأ وشعر بأنه يجب علية الاتكال على الرب وتوجة لله بصلاة. ارسل يعقوب تقدمة لعيسو وقال " تقدمة إلى سيدي عيسو من خادمك يعقوب ". ثُمَّ قَامَ يعقوب وَصَحِبَ مَعَهُ زَوْجَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الاثنى عَشَرَ، وَعَبَرَ بِهِمْ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ، وَلَمَّا أَجَازَهُمْ وَكُلَّ مَا لَهُ عَبْرَ الْوَادِي، وَبَقِيَ وَحْدَهُ، صَارَعَهُ إِنْسَانٌ "أو ملاك" حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.(في سفر التكوين 32:24 "أنسان" ،و في سفر هوشع 12:4 "ملاك"). وَعِنْدَمَا رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَتَغَلَّبْ عَلَى يَعْقُوبَ، ضَرَبَهُ عَلَى حُقِّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ مِفْصَلُ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِه.
لِذَلِكَ يَمْتَنِعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَنْ أَكْلِ عِرْقِ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخْذِ إِلَى هَذَا اليوم، لأَنَّ الرَّجُلَ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا."سفر التكوين 32:33"
طلب يعقوب بركة أثناء الصراع، لذلك دُعيَ من ذلك اليوم " إسرائيل " الذي مَعناه " الذي تصارع مع الله ". وطلب يعقوب اسم الكائن الذي كان يصارعه، ولكنه لم يخبره، فسمى يعقوب المكان "بني ايل" أي معناه "وجه الله"، أي قال "أنا رأيت الله وجهاً لوجه ولم أمُت". في الصباح، أخذ يعقوب زوجاته وأولاده الأحد عشر، فَجَعَلَ الْجَارِيَتَيْنِ وَأَوْلاَدَهُمَا فِي الطليعة وثُمَّ لَيْئَةَ وَأَوْلادها وَأَخِيراً رَاحِيلَ وَيُوسُفَ يتقدمهم يعقوب كلهم. كان لعيسو روح الأنتقام ولكنها برُدت بعد التقدمات السخية ليعقوب له، فكان لقاءهما مؤثر. عندما وصل يعقوب حدود كنعان، كانت راحيل على وشك الولادة، فولدت الابن الأصغر ليعقوب الذي هو بنيامين وماتت بعدها قام يعقوب بدفنها وشيد صرح لقبرها الذي يقع خارج بيت لحم، ولايزال قبرها مزار ليومنا هذا. وأخيرا وصل يعقوب إلى بيت أبيه إسحاق، فمات إسحاق وعمره 180 عاماً. قام يعقوب وعيسو بدفنه فِي مَغَارَةِ فِي حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ الْمُوَاجِهَةِ لِمَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ التي كان إبراهيم قد اشتراها. يعقوب ويوسف: كان يوسف قد فارق أباه يعقوب عندما كان عمره 17 عاماً، حيث أُخذ كعبد إلى مَصر بسبب أخوته الذين كانوا يغارون منه لأنه حلم حلماً وبه كان مَلكاً عليهم. حزن يعقوب جداً على فقدانه ليوسف. بعد 13 عاماً من أخذ يوسف كَعَبد، حَلَمَ فرعون بحلمين وكان يريد من يفسره له. قد سُمع ان يوسف الذي كان في السجن يستطيع أن يفَسر هذه الأحلام. فسر يوسف هذين الحلمين على انه ستأتي 7 سنوات خير يتبعها 7 سنوات مجاعة.تَعجب الفرعون من هذا التفسير، فجعل يوسف نائب له وكان مسؤول عن جمع القمح لسنوات المجاعة. عندما جاءت سنين المجاعة، فَذَهَبَ عَشَرَةٌ مِنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ لِيَشْتَرُوا قَمْحاً مِنْ مِصْرَ، فَلَمَّا رَآهُمْ يُوسُفَ عَرَفَهُمْ وطلب منهم أن يرى أخوهم الصغير أي أخاه بنيامين. فأخذ يوسف شِمْعُونَ كرهينة إلى ان يجلبوا بنيامين معهم. صُدمَ يعقوب عندما عَلم بذلك، حيث كان خائف عل بنيامين لأنه اخر ما بقي له من زوجته راحيل، ورفض أن يُرسله. ولكن عندما ازدادت المجاعة، وافق يعقوب أن يُرسل بنيامين، وقد وَعَدَه يَهُوذَا بأن يحمي بنيامين. بعد ذلك رجع الأخوان إلى يوسف، فعندما رأى يوسف أخاه بنيامين، تأثر كثيراً وكشف نفسه لأخوته. دعى يوسف أخوته وعوائلهم وأباه إلى المجيء لمصر.عاش يعقوب اخر 17 سنة من عمره في مصر مع أولاده الاثنا عَشَر ومات في عُمر 147. قبل موته جَعَل يوسف بأن يعده بأن يدفنه في مَغَارَةِ حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ.فأقام يوسف جنازة كبيرة لأبيه.
[عدل]يعقوب في الإسلام
جزء من سلسلة
الإسلام
أنبياء الإسلام في القرآن
رسل وأنبياء
آدم·إدريس
نوح·هود·صالح
إبراهيم·لوط
إسماعيل · اسحاق
يعقوب·يوسف
أيوب
شعيب · موسى ·هارون
يوشع بن نون
ذو الكفل · داود · سليمان · إلياس
عزير
اليسع · يونس
زكريا · يحيى
عيسى بن مريم
محمد بن عبد الله
ع · ن · ت
يؤمن المسلمون أن يعقوب من أنبياء الله الصالحين ولا يجوز أن ينسب لهم الكذب أو الخداع أو الغدر والخيانة أو التدليس ولا يجوز انتقاصهم أو نسبة أي فعل شائن لهم. وقد عصمهم الله من كبائر الذنوب، والصغائر التي تدل على خساسة الطبع، صيانة لعلو مكانتهم.[1]
وقد ورد اسم "يعقوب" في القرآن 16 مرة:
{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }البقرة132
{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة133
{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة136
{أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة140
{قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }آل عمران84
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَأوُودَ زَبُوراً }النساء163
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَأوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }الأنعام84
{وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ }هود71
{وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }يوسف6
{وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ }يوسف38
{وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف68
{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً }مريم6
{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً }مريم49
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ }الأنبياء72
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ }العنكبوت27
{وَإذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ }ص45
[عدل]أبناء يعقوب وزوجاته
للنبي يعقوب اثنا عشر ولداً ذكراً (من بينهم يوسف) وبنتاً واحدة اسمها دينا, وأولاده يدعون بني إسرائيل.
أولاده (بنو إسرائيل) هم:
النبي يوسف وبنيامين وأمهما: راحيل بنت لابان وهي ابنة خال يعقوب.
روبين وهو أكبر أبنائه ويهودا ولاوي وشمعون وزبولون وياساكر وبنتاً واحدة اسمها دينا وأمهم: ليا بنت لابان وهي أخت راحيل وابنة خال يعقوب.
دان ونفتالي وأمهما: بيلها.
جاد وعشير وأمهما: زيلفا.
نسبه هو يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وأمه رفقة بنت بتوئيل ويقال بأن يعقوب هو أحد توأمي نبي الله اسحاق وهما عيسى ويعقوب الذي يسمى إسرائيل أيضا.
عاش يعقوب عند خاله لابان في العراق، فزوجه بنتيه لئيل وراحيل، ولابان عندما زوجهما من يعقوب اهدى كلا منهما جارية. وهما بدورهما أهدتا الجاريتين إلى يعقوب الزوج، وبذلك صار يعقوب لأربع زوجات هن: ليئة وراحيل وزلفا وبلهة. اما ليئة فقد أنجبت له روبين وشمعون ولاوي ويهوذا ويساكر وزبولون.
وأما راحيل فأنجبت له يوسف وبنيامين، كما أنجبت له بلهة دان ونفتالين، وأنجبت زلفا جاد وأشير، وبذلك صار يعقوب في غمضة عين زوجا لأربع زوجات وأبا لاثني عشر ولدا عرفوا بالاسباط فيما بعد، وتوفي عنهم بعد أن بلغ 180 سنة ودفن في الخليل بفلسطين.
- ولنقف مع يعقوب عدة وقفات أيضا:
1- لم يخرج يعقوب إلى خاله بعيدا عن أبويه لولا جفوة عيسى توأمه له، فهو كان يرى ان يعقوب أحب إلى قلب أمه فكان يكرهه، لذلك فإن أباه اقترح عليه ان يبتعد فأخذ باقتراحه ولم يعد إلى مسقط رأسه الا بعد أن تزوج وعرف ان عيسي لان قلبه قليلا.
2- لم يكن تعدد الزوجات يمنا على يعقوب، بل كان سببا في كل محنته التي لاقاها فيما بعد بسبب كيد إخوة كانوا من أربع زوجات.
3- كانت راحيل والدة يوسف وبنيامين أحب إلى قلب يعقوب، لأنه أرادها زوجة له من البداية، لولا ان خاله قال: لا أزوجك الصغرى قبل الكبرى، فطلب منه يعقوب ان يزوجه إياها فقال اخدمني عشر سنوات أخرى حتى أزوجك إياها والآن تزوج لية فتزوجها، ثم تزوج راحيل بعد عشر سنوات عن عشق.
4- كان يوسف أيضا احب إلى قلب يعقوب، وقد كان يرى فيه النجابة وأثر النبوة، لكن هذا لم يرض إخوته فكادوا له فافتعلوا قصة الذئب الذي كان بريئا من دم يوسف.
5- قاسى يعقوب من فقد يوسف كثيرا، ولكن ربما كان هو السبب لأنه قرب يوسف وأخاه بنيامين أكثر، مما جعل إخوته يفكرون في التخلص منه، وقبل أن يقدموا على فعلتهم رأى يوسف رؤيا فقال لأبيه: “يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين”، عندئذ أحس يعقوب بخطورة الموقف فقال ليوسف: “يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين”.
- ذهب الاخوة ونفذوا مؤامرتهم واتفقوا على أن الأسلوب الأمثل أن يوضع يوسف في الجب فلعل قافلة تلتقطه وتأخذه بعيدا عن عيونهم وعين أبيه، فاحتالوا على الأب المسكين وأخذوا يوسف بحجة انه سوف يخرج معهم للتنزه، فقال الأب: “إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون، قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون”.
- نعم ذهبوا به ووقع ما توقعه يعقوب فألقوه في الجب وجاؤوا يبكون ويتصنعون بالدم الكذب وقالوا الذئب أكله.
- لم يصدقهم يعقوب وقال: “بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون”.
- هذه الحادثة لم تمر على يعقوب بسلام، فحزن حزنا شديدا، وبكى حتى عميت عيناه واستسلم لقضاء الله. علما بأن المعلومات الواردة في هذه الفقرة تمثل وجهة النظر اليهودية والإسلامية بشكل مختلط. فوجب الانتباه لذلك عن قراءتها.