ألف ليلة وليلة أو كما تعرف لدى الغرب (بالإنجليزية: Arabian Nights) أي الليالي العربية هي مجموعة متنوعة من القصص الشعبية عددها حوالي مائتي قصة يتخللها شعر في نحو 1420 مقطوعة، ويرجع تاريخها الحديث عندما ترجمها إلى الفرنسية المستشرق الفرنسي انطوان جالان عام 1704م، والذي صاغ الكتاب بتصرف كبير، وصار معظم الكتاب يترجم عنه طوال القرن الثامن عشر وما تلاه. وقد قُلّدت الليالي بصورة كبيرة وأستعملت في تأليف القصص وخاصة قصص الأطفال، كما كانت مصدراً لإلهام الكثير من الرسامين والموسيقيين. وتحتوي قصص ألف ليلة وليلة على شخصيات أدبية خيالية مشهورة منها كعلاء الدين، وعلي بابا والأربعين حرامي ومعروف الإسكافي وعلى زيبق المصرى والسندباد البحري، وبدور في شهرزاد وشهريار الملك، والشاطر حسن.
أما الحقائق الثابتة حول أصلها، فهي أنها لم تخرج بصورتها الحالية، وإنما أُلّفت على مراحل وأضيفت إليها على مر الزمن مجموعات من القصص بعضها له أصول هندية قديمة معروفة، وبعضها مأخوذ من أخبار العرب وقصصهم الحديثة نسبياً. أما موطن هذه القصص، فقد ثبت أنها تمثل بيئات شتى خيالية وواقعية, وأكثر البيئات بروزا هي في مصر والعراق وسوريا. والقصص بشكلها الحالي يرجح كتابتها في القرن الرابع عشر الميلادي 1500م. وقد قامت دولة مصر منذ عدة سنوات بإنتاج عمل درامي اذاعي لهذا الكتاب ،اخرجه محمد محمود شعبان بطولة الفنانة زوزو نبيل وعمر الحريري وآخرون.
محتويات [أخف]
1 أهمية كتاب ألف ليلة وليلة
2 البناء القصصي
3 التأثير
4 مؤلف الكتاب
5 عصر الكتاب واسمه
[عدل]أهمية كتاب ألف ليلة وليلة
حظي كتاب ألف ليلة وليلة باعتناء الغرب والشرق على حد سواء, وتوفرت منه نسخ عديدة وطبعات. وقد اصطبغ العالم الغربي في نظرته إلى المشرق الإسلامي بصبغة هذا الكتاب وفحواه; فقد حرصت السياسية الغربية على تصوير المجتمع الإسلامي بصورة مشوهة فيها الكثير من التحريف التاريخي, بل هي صورة خارجة عن التاريخ كله, وقد كان للاستشراق دور في صنع هذه الصورة ومقابلاتها وانعكاساتها.
وليس التاريخ ما ذكر في بطون الكتب التي تقص القصص, كما أنه ليس مجرد آثار تدرس ويدبج عليها بضعة أرقام لتصنيف في المتاحف على أساس هذه الرؤية المبتورة التي غالبا ما تكون زواياها غير واضحة بل ناقصة المعالم والرؤى, كما أن التاريخ طرف فيه الرواية الصحيحة التي تتحدث عن الأحداث بصورة صحيحة, فيها تناقل الرواة العدول الثقات عن امثالهم حتى منتهى السند.
وهكذا فإن كتاب ألف ليلة وليلة كتاب أسطوري بكل ما تحمل الكلمة من دلالة في عصرنا, فهناك قصد ما لكاتب ما من وراء ما جاء فيه من قص وسرد. ففيه كل الأحلام أو الآمال أو الحلول أو المفارقات التي تتلاحق في ذهن الكاتب الذي كتب هذه الليالي.
و لسنا نعلم شيئا قاطعا يدل أو يشي بمن ألف هذه الليالي ونظمها، ومهما كان ما يصل إليه المستنتج المستنبط فإن المهم طبيعة هذا الكتاب وبنيته.
[عدل]البناء القصصي
[عدل]التأثير
من الجلي مدى تأثير "ألف ليلة وليلة" في الأدب الأوروبي، فبعد أن ترجمت هذه الرواية إلى اللغات الأوروبية وطبعت عدة طبعات منها، اقتبس الكاتب الإيطالي الشهير "بوكاتشيو " في كتابه "الأيام العشرة" الكثير منها. فانتشر الكتاب في بلدان أوروبا الغربية، واقتبس منه الكاتب الإنجليزي "شكسبير" موضوع مسرحيته "العبرة بالنهاية". وسار "شوسر" على نهج "بوكاتشيو" فكتب "قصص كانتوبوري" على المنوال نفسه.
[عدل]مؤلف الكتاب
صفحة من النسخة العربية لكتاب الف ليلة وليلة وهي أقدم نسخة موجودة إلى الآن من الكتاب.
بالنظر إلى أن العالم الذي تصفه قصص "ألف ليلة وليلة" عالم مشغول بالسحر والسحرة، صاخب إلى أبلغ درجات الصخب والهوس والعربدة، ماجن إلى آخر حد، مجنون مفتون، نابض بالحياة والخلق والحكمة والطرب، مال بعض النقاد إلى أن واضع هذا الكتاب ليس فرداً واحداً. والحجة على ذلك من صلب الكتاب أن العوالم المحكية فيه، والمجتمعات الموصوفة، والمعتقدات المذكورة، كل ذلك شديد الاختلاف، مما يقوي الاعتقاد أن مؤلفها أكثر من واحد، وأن تأليفها ممتد في الزمان. ويحتوي الكتاب على حكايات عديدة نسبت إلى مصر والقاهرة والإسكندرية والهند وبلاد فارس وحكايات تنسب إلى بغداد والكوفة والبصرة.
أصبحت حكايات ألف ليلة وليلة رمزاً حقيقياً أصيلاً لمدينة بغداد، بغداد المجد والعظمة، وقد توافد المئات من المفكرين والشعراء والكتاب على مدينة بغداد منذ مطلع القرن العشرين حتى بداية الغزو الأمريكي للعراق، وقاموا بتاليف العديد من الكتب والروايات والقصص التي تربط بين هذه الحكايات وعظمة مدينة بغداد وتاريخ العراق الهائل الغني. وقد كان شارع أبي نواس في بغداد هو الرمز التصويري لهذه القصص والحكايات حتى إن المطربة الأسترالية الشهيرة تينا ارينا قد ذكرت مجد بغداد وربطتها بتاريخ شهرزاد وألف ليلة وليلة في أغنيتها المشهروة "اسمي بغداد" (Je m'appelle Bagdad)، وقد غنتها باللغة الفرنسية وحققت نجاحا هائلا في الفن الغنائي في عام 2005 وما تلاه.
وقد كتب محسن مهدي في مقدمة طبعة ا. ي. بريل عام 1984 أنه "بعد أن انتقلت نسخة الكتاب الخطية بين مصر والشام مدة تزيد على أربعة قرون من الزمن، وترجم من نسخ خطية إلى اللغة التركية والفرنسية والإنجليزية، وظهرت منه مقتطفات مطبوعة في إنجلترا في نهاية القرن الثامن عشر من الميلاد، طبع الكتاب لأول مرة في كلكتا في الهند في جزئين، في المطبعة الهندوستانية برعاية كلية فورت وليم - الجزء الأول بعنوان "حكايات مائة ليلة من ألف ليلة وليلة" عام 1814 م، والجزء الثاني بعنوان "المجلد الثاني من كتاب ألف ليلة وليلة يشتمل على حكايات مائة ليلة وأخبار السندباد مع الهندباد" عام 1818 م - نشره الشيخ أحمد بن محمود شيرواني اليماني أحد أعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة العربية في الكلية المذكورة. وقد اقتصر الناشر على وضع مقدمة موجزة باللغة الفارسية ذات الأسلوب الهندي في أول كل واحد من الجزئين هذا نصها وترجمتها:
"لا يخفى أن مؤلف ألف ليلة وليلة شخص عربي اللسان من أهل مصرأوالعراق. وكان غرضه من تأليف هذا الكتاب أن يقرأه من يرغب في أن يتحدث بالعربية فتحصل له من قرائته طلاقة في اللسان عند التحدث بها. ولهذا كتب بعبارات سهلة كما يتحدث بها العرب، مستعملاً في بعض المواضع ألفاظًا ملحونة بحسب كلام العرب الدارج. ولذلك فلا يظن من يتصفح هذا الكتاب ويجد ألفاظًا ملحونة في مواضع منه أنها غفلة من المصحح، وإنما وضعت عمدًا تلك الألفاظ التي قصد المؤلف استعمالها كما هي."
وإن كان محسن مهدي يرجع ما يصفه الشيخ شيرواني بالألفاظ الملحونة إلى التعديلات التي قام الأخير بها "كما اشتهى وكما أملاه طبعه اللغوي وذوقه الأدبي" وهي إشارة من محسن مهدي أن النسخة الأصلية قد مرت بأطوار من التعديلات على مر الناشرين.
[عدل]عصر الكتاب واسمه
يغلب الظن أن الصيغة النهائية من هذا الكتاب وضعت بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر؛ إلا أنه معروف من قديم، وعلى وجه الدقة من عهد المؤرخ العربي الشهير: علي بن الحسين المسعودي. ففي كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر" (في فصل عنوانه: "ذكر الأخبار عن بيوت النيران وغيرها") ذكر ما روي عن إرم ذات العماد، وقال: "وقد ذكر كثير من الناس ممن له معرفة بأخبارهم (يعني بني أمية) أن هذه أخبار موضوعة مزخرفة مصنوعة، نظمها من تقرب إلى الملوك بروايتها، وصال على أهل عصره بحفظها والمذاكرة بها، وأن سبيلها سبيل الكتب المنقولة إلينا والمترجمة لنا من الفارسية والهندية والرومية (يعني اليونانية)، وسبيل تأليفها مما ذكرنا مثل كتاب 'هزار أفسانة'، وتفسير ذلك من الفارسية إلى العربية: 'ألف خرافة'؛ والخرافة بالفارسية يقال لها أفسانة؛ والناس يسمون هذا الكتاب 'ألف ليلة وليلة'، وهو خبر الملك والوزير وابنته وجاريتها، وهما شيرزاد ودينازاد، ومثل كتاب 'فرزة وسيماس' وما فيه من أخبار ملوك الهند والوزراء، ومثل كتاب 'السندباد'، وغيرها من الكتب في هذا المعنى". وفي ما ذكره المسعودي فوائد: منها أن "ألف ليلة وليلة" كان معروفا في عهده (في القرن الرابع للهجرة، العاشر للميلاد، وقد صرح هو نفسه في كتابه أنه ألفه سنة 332 / 943-944)، وأن قصة السندباد لم تكن من أصل الكتاب بل كانت قصة مفردة برأسها، وإنما ألحقها بالكتاب جالان، مترجمه الأول إلى الفرنسية، وأن أصل القصص الواردة في "ألف ليلة" هندي وفارسي، إلا أنها مع مرور الزمان وتعاقب الزيادات عليها غلب عليها الطابع العربي، بل به عرفها الأوربيون. وتبدأ الليالي بقصة الملك شهريار الذي يعلم بخيانة زوجتهِ لهُ فيأمر بقتلها وقطع رأسها، وأن ينذر على أن يتزوج كل ليلة فتاة من مدينته ويقطع رأسها في الصباح أنتقاماً من النساء. حتى أتى يوم لم يجد فيه الملك من يتزوجها فيعلم أن وزيره لديهِ بنت نابغة اسمها شهرزاد فقرر أن يتزوجها وتقبل هي بذلك. وتطلب شهرزاد من أختها دنيازاد أن تاتي إلى بيت الملك وتطلب من أختها أن تقص عليها وعلى الملك قصة أخيرة قبل موتها في صباح ذلك اليوم فتفعل أختها دنيازاد ما طلب منها. في تلك الليلة قصت عليهم شهرزاد قصة لم تنهها وطلبت من الملك أنه لو أبقاها حية فستقص عليه بقية القصة في الليلة التالية. وهكذا بدات شهرزاد في سرد قصص مترابطة بحيث تكمل كل قصة في الليلة التي تليها حتى وصلت بهم الليالي ألف وليلة واحدة. فوقع الملك في حبها وأبقاها زوجة لهُ وتاب عن قتل الفتيات وأحتفلت مدينة الملك بذلك لمدة ثلاثة أيام. إن"الف ليلة وليلة" ليس مجرد كتاب حكايات, إنه عالم أسطوري ساحر، مليء بالحكايات الجميلة والحوادث العجيبة والقصص الممتعة والمغامرات الغريبة. عالم يعبره القارئ بمركبه الروحي من رحلة من أجمل رحلات الاستمتاع النفسي ينتهي منها مفتوناً، مأخوذاً بصور الجمال الباهرة والأحداث المتداخلة والسرد العفوي أحيانا. وهي بالإضافة إلى ذلك، إنجاز أدبي ضخم قدره الغربيون فترجموهُ إلى لغاتهم، وأمعنوا فيه دراسة وتحليلاً. حتى تحولت الليالي إلى وحي لفنانين كثيرين أخصبت خيالهم إلى حد الابداع، فظهر ذلك في أعمالهم الروائية والمسرحية والشعرية والموسيقية وغيرها. "ألف ليلة وليلة" جديرة بالدخول إلى كل بيت ليقرأها الآباء والأبناء وكل من يبحث عن الخيال والجمال والثقافة.
أما الحقائق الثابتة حول أصلها، فهي أنها لم تخرج بصورتها الحالية، وإنما أُلّفت على مراحل وأضيفت إليها على مر الزمن مجموعات من القصص بعضها له أصول هندية قديمة معروفة، وبعضها مأخوذ من أخبار العرب وقصصهم الحديثة نسبياً. أما موطن هذه القصص، فقد ثبت أنها تمثل بيئات شتى خيالية وواقعية, وأكثر البيئات بروزا هي في مصر والعراق وسوريا. والقصص بشكلها الحالي يرجح كتابتها في القرن الرابع عشر الميلادي 1500م. وقد قامت دولة مصر منذ عدة سنوات بإنتاج عمل درامي اذاعي لهذا الكتاب ،اخرجه محمد محمود شعبان بطولة الفنانة زوزو نبيل وعمر الحريري وآخرون.
محتويات [أخف]
1 أهمية كتاب ألف ليلة وليلة
2 البناء القصصي
3 التأثير
4 مؤلف الكتاب
5 عصر الكتاب واسمه
[عدل]أهمية كتاب ألف ليلة وليلة
حظي كتاب ألف ليلة وليلة باعتناء الغرب والشرق على حد سواء, وتوفرت منه نسخ عديدة وطبعات. وقد اصطبغ العالم الغربي في نظرته إلى المشرق الإسلامي بصبغة هذا الكتاب وفحواه; فقد حرصت السياسية الغربية على تصوير المجتمع الإسلامي بصورة مشوهة فيها الكثير من التحريف التاريخي, بل هي صورة خارجة عن التاريخ كله, وقد كان للاستشراق دور في صنع هذه الصورة ومقابلاتها وانعكاساتها.
وليس التاريخ ما ذكر في بطون الكتب التي تقص القصص, كما أنه ليس مجرد آثار تدرس ويدبج عليها بضعة أرقام لتصنيف في المتاحف على أساس هذه الرؤية المبتورة التي غالبا ما تكون زواياها غير واضحة بل ناقصة المعالم والرؤى, كما أن التاريخ طرف فيه الرواية الصحيحة التي تتحدث عن الأحداث بصورة صحيحة, فيها تناقل الرواة العدول الثقات عن امثالهم حتى منتهى السند.
وهكذا فإن كتاب ألف ليلة وليلة كتاب أسطوري بكل ما تحمل الكلمة من دلالة في عصرنا, فهناك قصد ما لكاتب ما من وراء ما جاء فيه من قص وسرد. ففيه كل الأحلام أو الآمال أو الحلول أو المفارقات التي تتلاحق في ذهن الكاتب الذي كتب هذه الليالي.
و لسنا نعلم شيئا قاطعا يدل أو يشي بمن ألف هذه الليالي ونظمها، ومهما كان ما يصل إليه المستنتج المستنبط فإن المهم طبيعة هذا الكتاب وبنيته.
[عدل]البناء القصصي
[عدل]التأثير
من الجلي مدى تأثير "ألف ليلة وليلة" في الأدب الأوروبي، فبعد أن ترجمت هذه الرواية إلى اللغات الأوروبية وطبعت عدة طبعات منها، اقتبس الكاتب الإيطالي الشهير "بوكاتشيو " في كتابه "الأيام العشرة" الكثير منها. فانتشر الكتاب في بلدان أوروبا الغربية، واقتبس منه الكاتب الإنجليزي "شكسبير" موضوع مسرحيته "العبرة بالنهاية". وسار "شوسر" على نهج "بوكاتشيو" فكتب "قصص كانتوبوري" على المنوال نفسه.
[عدل]مؤلف الكتاب
صفحة من النسخة العربية لكتاب الف ليلة وليلة وهي أقدم نسخة موجودة إلى الآن من الكتاب.
بالنظر إلى أن العالم الذي تصفه قصص "ألف ليلة وليلة" عالم مشغول بالسحر والسحرة، صاخب إلى أبلغ درجات الصخب والهوس والعربدة، ماجن إلى آخر حد، مجنون مفتون، نابض بالحياة والخلق والحكمة والطرب، مال بعض النقاد إلى أن واضع هذا الكتاب ليس فرداً واحداً. والحجة على ذلك من صلب الكتاب أن العوالم المحكية فيه، والمجتمعات الموصوفة، والمعتقدات المذكورة، كل ذلك شديد الاختلاف، مما يقوي الاعتقاد أن مؤلفها أكثر من واحد، وأن تأليفها ممتد في الزمان. ويحتوي الكتاب على حكايات عديدة نسبت إلى مصر والقاهرة والإسكندرية والهند وبلاد فارس وحكايات تنسب إلى بغداد والكوفة والبصرة.
أصبحت حكايات ألف ليلة وليلة رمزاً حقيقياً أصيلاً لمدينة بغداد، بغداد المجد والعظمة، وقد توافد المئات من المفكرين والشعراء والكتاب على مدينة بغداد منذ مطلع القرن العشرين حتى بداية الغزو الأمريكي للعراق، وقاموا بتاليف العديد من الكتب والروايات والقصص التي تربط بين هذه الحكايات وعظمة مدينة بغداد وتاريخ العراق الهائل الغني. وقد كان شارع أبي نواس في بغداد هو الرمز التصويري لهذه القصص والحكايات حتى إن المطربة الأسترالية الشهيرة تينا ارينا قد ذكرت مجد بغداد وربطتها بتاريخ شهرزاد وألف ليلة وليلة في أغنيتها المشهروة "اسمي بغداد" (Je m'appelle Bagdad)، وقد غنتها باللغة الفرنسية وحققت نجاحا هائلا في الفن الغنائي في عام 2005 وما تلاه.
وقد كتب محسن مهدي في مقدمة طبعة ا. ي. بريل عام 1984 أنه "بعد أن انتقلت نسخة الكتاب الخطية بين مصر والشام مدة تزيد على أربعة قرون من الزمن، وترجم من نسخ خطية إلى اللغة التركية والفرنسية والإنجليزية، وظهرت منه مقتطفات مطبوعة في إنجلترا في نهاية القرن الثامن عشر من الميلاد، طبع الكتاب لأول مرة في كلكتا في الهند في جزئين، في المطبعة الهندوستانية برعاية كلية فورت وليم - الجزء الأول بعنوان "حكايات مائة ليلة من ألف ليلة وليلة" عام 1814 م، والجزء الثاني بعنوان "المجلد الثاني من كتاب ألف ليلة وليلة يشتمل على حكايات مائة ليلة وأخبار السندباد مع الهندباد" عام 1818 م - نشره الشيخ أحمد بن محمود شيرواني اليماني أحد أعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة العربية في الكلية المذكورة. وقد اقتصر الناشر على وضع مقدمة موجزة باللغة الفارسية ذات الأسلوب الهندي في أول كل واحد من الجزئين هذا نصها وترجمتها:
"لا يخفى أن مؤلف ألف ليلة وليلة شخص عربي اللسان من أهل مصرأوالعراق. وكان غرضه من تأليف هذا الكتاب أن يقرأه من يرغب في أن يتحدث بالعربية فتحصل له من قرائته طلاقة في اللسان عند التحدث بها. ولهذا كتب بعبارات سهلة كما يتحدث بها العرب، مستعملاً في بعض المواضع ألفاظًا ملحونة بحسب كلام العرب الدارج. ولذلك فلا يظن من يتصفح هذا الكتاب ويجد ألفاظًا ملحونة في مواضع منه أنها غفلة من المصحح، وإنما وضعت عمدًا تلك الألفاظ التي قصد المؤلف استعمالها كما هي."
وإن كان محسن مهدي يرجع ما يصفه الشيخ شيرواني بالألفاظ الملحونة إلى التعديلات التي قام الأخير بها "كما اشتهى وكما أملاه طبعه اللغوي وذوقه الأدبي" وهي إشارة من محسن مهدي أن النسخة الأصلية قد مرت بأطوار من التعديلات على مر الناشرين.
[عدل]عصر الكتاب واسمه
يغلب الظن أن الصيغة النهائية من هذا الكتاب وضعت بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر؛ إلا أنه معروف من قديم، وعلى وجه الدقة من عهد المؤرخ العربي الشهير: علي بن الحسين المسعودي. ففي كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر" (في فصل عنوانه: "ذكر الأخبار عن بيوت النيران وغيرها") ذكر ما روي عن إرم ذات العماد، وقال: "وقد ذكر كثير من الناس ممن له معرفة بأخبارهم (يعني بني أمية) أن هذه أخبار موضوعة مزخرفة مصنوعة، نظمها من تقرب إلى الملوك بروايتها، وصال على أهل عصره بحفظها والمذاكرة بها، وأن سبيلها سبيل الكتب المنقولة إلينا والمترجمة لنا من الفارسية والهندية والرومية (يعني اليونانية)، وسبيل تأليفها مما ذكرنا مثل كتاب 'هزار أفسانة'، وتفسير ذلك من الفارسية إلى العربية: 'ألف خرافة'؛ والخرافة بالفارسية يقال لها أفسانة؛ والناس يسمون هذا الكتاب 'ألف ليلة وليلة'، وهو خبر الملك والوزير وابنته وجاريتها، وهما شيرزاد ودينازاد، ومثل كتاب 'فرزة وسيماس' وما فيه من أخبار ملوك الهند والوزراء، ومثل كتاب 'السندباد'، وغيرها من الكتب في هذا المعنى". وفي ما ذكره المسعودي فوائد: منها أن "ألف ليلة وليلة" كان معروفا في عهده (في القرن الرابع للهجرة، العاشر للميلاد، وقد صرح هو نفسه في كتابه أنه ألفه سنة 332 / 943-944)، وأن قصة السندباد لم تكن من أصل الكتاب بل كانت قصة مفردة برأسها، وإنما ألحقها بالكتاب جالان، مترجمه الأول إلى الفرنسية، وأن أصل القصص الواردة في "ألف ليلة" هندي وفارسي، إلا أنها مع مرور الزمان وتعاقب الزيادات عليها غلب عليها الطابع العربي، بل به عرفها الأوربيون. وتبدأ الليالي بقصة الملك شهريار الذي يعلم بخيانة زوجتهِ لهُ فيأمر بقتلها وقطع رأسها، وأن ينذر على أن يتزوج كل ليلة فتاة من مدينته ويقطع رأسها في الصباح أنتقاماً من النساء. حتى أتى يوم لم يجد فيه الملك من يتزوجها فيعلم أن وزيره لديهِ بنت نابغة اسمها شهرزاد فقرر أن يتزوجها وتقبل هي بذلك. وتطلب شهرزاد من أختها دنيازاد أن تاتي إلى بيت الملك وتطلب من أختها أن تقص عليها وعلى الملك قصة أخيرة قبل موتها في صباح ذلك اليوم فتفعل أختها دنيازاد ما طلب منها. في تلك الليلة قصت عليهم شهرزاد قصة لم تنهها وطلبت من الملك أنه لو أبقاها حية فستقص عليه بقية القصة في الليلة التالية. وهكذا بدات شهرزاد في سرد قصص مترابطة بحيث تكمل كل قصة في الليلة التي تليها حتى وصلت بهم الليالي ألف وليلة واحدة. فوقع الملك في حبها وأبقاها زوجة لهُ وتاب عن قتل الفتيات وأحتفلت مدينة الملك بذلك لمدة ثلاثة أيام. إن"الف ليلة وليلة" ليس مجرد كتاب حكايات, إنه عالم أسطوري ساحر، مليء بالحكايات الجميلة والحوادث العجيبة والقصص الممتعة والمغامرات الغريبة. عالم يعبره القارئ بمركبه الروحي من رحلة من أجمل رحلات الاستمتاع النفسي ينتهي منها مفتوناً، مأخوذاً بصور الجمال الباهرة والأحداث المتداخلة والسرد العفوي أحيانا. وهي بالإضافة إلى ذلك، إنجاز أدبي ضخم قدره الغربيون فترجموهُ إلى لغاتهم، وأمعنوا فيه دراسة وتحليلاً. حتى تحولت الليالي إلى وحي لفنانين كثيرين أخصبت خيالهم إلى حد الابداع، فظهر ذلك في أعمالهم الروائية والمسرحية والشعرية والموسيقية وغيرها. "ألف ليلة وليلة" جديرة بالدخول إلى كل بيت ليقرأها الآباء والأبناء وكل من يبحث عن الخيال والجمال والثقافة.